وسطاً أَقْوَى نحْو اقْتَتَل فيكونُ على الأصْلِ ، وإذا كانَ مثْل هذا طَرَفاً اعْتَلَّ.
قالَ ابنُ سِيدَه : ومَنْ قالَ احْوَوَيْت فالمَصْدَرُ احْوِيَّاءٌ لأنَّ الواوَ تَقْلبها ياءً كما قَلَبْت واوَ أَيَّام ، ومَنْ قالَ احْوَاوَيْت فالمَصْدرُ احْوِيواءٌ ، لأنَّه ليسَ هناك ما يَقْلبها كما كانَ ذلِكَ في احْوِيَّاء (١).
فهو أَحْوَى ؛ قالَ الجَوهرِيُّ : تَصْغيرُه أُحَيْوى في لُغَةِ مَنْ قالَ أُسَيْوِد ، واخْتَلَفُوا في لُغَةِ مَنْ أَدْغَم.
قالَ عيسَى بنُ عُمَر : أُحَيِّيٌ فَصَرَف.
قالَ سِيْبَوَيْه : أَخْطَأَ هو ولو جازَ هذا لصرفَ أَصَمُّ لأنَّه أَخَفّ من أَحْوَى ، ولقالوا أُصَيْمٌ فصَرَفُوه.
وقالَ أَبو عَمْرو بن العَلاءِ : أُحَيٌّ كما قالوا أَحَيْوٍ.
قالَ سِيْبَوَيْه : ولو جازَ هذا لقُلْت في عَطَاءٍ عُطَيٌّ.
وقالَ يونُسُ : أُحَيٌّ.
قالَ سِيْبَوَيْه : هذا هو القِياسُ ، والصَّوابُ.
واحْواوَتِ الأرضُ احْوِيواءً واحْوَوَّتْ ، بالتَّشْديدِ : اخْضَرَّتْ.
قالَ ابنُ جنيِّ : وتَقْديرُ احْواوَّتْ افْعَالَّتْ كاحْمَارَّتْ.
والكُوفيّونَ يُصَحِّحونَ ويُدْغِمُون ولا يُعِلُّون فيقولونَ احْوَاوَّتِ الأرضُ واحْوَوَّتْ.
قال ابنُ سِيدَه : والدَّليلُ على فَسادِ مَذْهبِهم قَوْلُ العَرَبِ احْوَوَى على ارْعَوَى ولم يقولُوا احْوَوَّ.
وشَفَةٌ حَوَّاءٌ : حَمْراءُ تَضْربُ إلى السَّوادِ.
وفي الصِّحاحِ : الحُوَّةُ : سُمْرةٌ في الشَّفَةِ. يقالُ : رجُلٌ أَحْوَى وامْرَأَةٌ حَوَّاءٌ.
وفي التَّهْذيبِ : الحُوَّةُ في الشِّفاهِ شَبِيهٌ باللعَسِ واللَّمَى ؛ قال ذُو الرُّمَّة :
لَمْياءُ في شَفَتَيْها حُوَّةٌ لَعَسٌ |
|
وفي اللِّثاثِ وفي أَنْيابِها شَنَبُ (٢) |
والأَحْوَى : الأَسْوَدُ من الخُضْرةِ.
وأَيْضاً : النَّباتُ الضَّارِبُ إلى السَّوادِ لشِدَّةِ خُضْرَتِه ، وهو أَنْعَم ما يكونُ مِن النَّباتِ.
قالَ ابنُ الأَعرابيِّ : قوْلُهم جَمِيمٌ أَحْوى ، ممَّا يُبالِغُونَ به.
وقالَ الفرَّاءُ في قوْلِه تعالى : (فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى) (٣) ، قالَ : إذا صارَ النَّبْتُ يَبيسا فهو غُثاءٌ ، والأَحْوَى الذي قد اسْوَدَّ مِنَ القِدَمِ والعِتْقِ ، وقد يكونُ المعْنَى أَخْرَجَ المَرْعَى أَحْوى أَي أخْضَرَ فجعَلَه غُثاءً بعدَ خُضْرتِه فيكونُ مؤَخَّراً معْناه التَّقْدِيم.
والأَحْوَى : فَرَسُ قُتَيْبَةَ بنِ ضِرارٍ ، كذا في النسخِ ، والصَّوابُ قبيصَة بن ضِرارٍ الضَّبِّيّ ؛ سُمِّي للَوْنِه.
والحُوَّاءَةُ ، كرُمَّانَةٍ : بَقْلَةٌ لازِقَةٌ بالأرضِ ، وهي سُهْلِيَّة يَسْمو من وسَطِها قَضِيبٌ عليه وَرَق أَدَقّ مِن وَرَقِ الأصْلِ ، وفي رأْسِه بُرْعُومَة طَوِيلَةٌ فيها بزرها ؛ نَقَلَه أَبو حنيفَةَ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل : هُما حُوَّاآنِ ، أَحَدُهما حُوَّاءُ الذَّعاليقِ (٤) وهو حُوَّاءُ البَقَرِ وهو مِن أحْرارِ البُقُولِ ، والآخَرُ : حُوَّاءُ الكِلابِ وهو مِن الذكور يَنْبتُ في الرَّمْثِ خَشِناً ؛ وقالَ :
كما تَبَسَّم للحُوَّاءَةِ الجَمَل
وذلكَ لأَنَّه لا يقْدرُ على قَلْعها حتى يَكْشِرَ عن أنْيابِه للزوقِها بالأرضِ.
ومِن المجازِ : الحُوَّاءَةُ الرَّجُلُ اللَّازِمُ في بَيْتِه ، شُبِّه بهذه النَّبْتَةِ.
__________________
(١) كذا ورد بالأصل قول ابن سيده بخلاف ما نَقَله عن صاحب اللسان ، ونص عبارة اللسان : قال ابن سيده : ومن قال احواويت فالمصدر. احويَّاءٌ لأن الياء تقلبها كما قلبت واو أيّام ، ومن قال : احوويت فالمصدر احوواء لأنه ليس هنالك ما يقلبها كما كان ذلك في احوياء.
(٢) ديوانه ص ٥ واللسان والتهذيب.
(٣) سورة الأعلى ، الآية ٥.
(٤) عن اللسان والتهذيب وبالأصل «الدعاليق».