واسْتَنْكَهَهُ : شَمَّ رِيحَ فَمِهِ. يقالُ : اسْتَنْكَهُتْ الرَّجُلَ فَنَكَهَ في وَجْهِي يَنْكَهُ ويَنْكَهُ نَكْهاً ، إذا أَمَرْتَه بأنَّ يَشمَّه ليَعْلَم أَشارِبٌ هو أَمْ غَيْرِ شارِبٍ ؛ كما في الصِّحاحِ.
قالَ ابنُ بَرِّي : شاهِدُه قَوْلُ الأُقَيْشِرِ :
يقولون لي انْكَهْ قد شَرِبْتَ مُدَامَةً |
|
فَقُلْتُ لَهُمْ : لا بَلْ أَكَلْتُ سَفَرْجَلا (١) |
والنُّكَّهُ مِن الإِبِلِ ، كسُكَّرٍ : التي ذَهَبَتْ أَصْواتُها مِن الإعْياءِ.
قالَ الجَوْهرِيُّ : وهي لُغَةُ تمِيمٍ في النُّقَّهِ (٢) ؛ وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي لرُؤْبَة :
بعد اهْتِضامِ الراغِياتِ النُّكَّهِ (٣)
وممَّا يُسْتدركُ عليه :
النَّكْهَةُ : رِيحُ الفَمِ.
وبالضمِّ : اسمٌ من الاسْتِنْكَاهِ.
ونُكِهَ الرَّجُلُ ، كعُنِيَ : تغيَّرَتْ نَكْهَتُهُ من التُّخَمَةِ.
ويقالُ في الدُّعاءِ للإنسانِ : هُنِّيتَ ولا تُنْكَهْ ، أَي أَصَبْتَ خَيْراً ولا أَصابَكَ الضُّرُّ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ.
[نمه] : النَّمَهُ ، محرَّكَةً : أَهْمَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : هو شِبْهُ الحَيْرَةِ ؛ وقد نَمِهَ ، كفَرِحَ ، نَمَهاً ، فهو نَمِهُ ونامِهٌ. تَحيَّرَ ؛ يمانيَّةٌ.
[نهه] : نَهْنَهَهُ عن الأَمْرِ فَتَنَهْنَهَ : أَي كَفَّهُ وزَجَرَهُ عنه فَكَفَّ عنه وانْزَجَرَ ؛ شاهِدُ الكَفِّ قَوْلُ الشاعِرِ :
نَهْنِهْ دُموعَكَ إنَّ مَنْ |
|
يَغْتَرُّ بالحِدْثانِ عاجِزْ (٤) |
وفي حدِيثِ وَائِل : «لقد ابْتَدَرَها اثْنا عَشَرَ مَلِكاً فما نَهْنَهَها شيءٌ دونَ العَرْشِ ، أَي ما مَنَعَها وكَفَّها عن الوُصولِ إليه ؛ وشاهِدُ الزَّجْرِ قَوْلُ أَبي جُنْدَبٍ الهُذَلِيّ :
فَنَهْنَهْتُ أُولي القَوْمِ عنهم بضَرْبَةٍ |
|
تَنَفَّسَ عنها كلُّ حَشْيانَ مُجْحَر (٥) |
ومنه نَهْنَهْتُ بالسَّبْعُ : إِذا صِحْتَ به لتَكُفَّه. وأَصْلُها نَهَّنهَهُ بثلاثِ هاآتٍ ، وإِنَّما أَبْدلُوا منبْدلُوا من الهاءِ الوسْطَى نُوناً للفَرْقِ بينَ فَعْلَلَ وفَعَّلَ ، وزَادُوا النونَ من بين الحُرُوفِ لأنَّ في الكَلِمَةِ نُوناً ؛ كما في الصِّحاحِ.
والنَّهْنَهُ : الثَّوْبُ الرَّقيقُ النَّسْجِ ؛ عن الأحْمرِ ، كالهَلْهَلِ ، وكَذلِكَ النَّهْنَهَة والهَلْهَلَة واللهْلَهَة واللهْلَة.
[نوه] : ناهَ الشَّيءُ يَنُوه نوهاً : ارْتَفَعَ ، فهو نائِهٌ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ ؛ ومنه ناهَ النَّباتُ.
وناهَتِ الهامَةُ : رَفَعَتْ رأْسَها فصَرَخَتْ.
وناهَتْ نَفْسُه عن الشَّيءِ تَنُوهُ وتَناهُ نَوْهاً : انْتَهَتْ ؛ وقيلَ : أَبَتْ وتَرَكَتْ.
ومِن كَلامِهِم : إذا أَكَلْنا التَّمْرَ وشَرَبْنا الماءَ ناهَتْ أَنْفسُنا عن اللّحْمِ ، أَي أَبَتْهُ فتَرَكَتْهُ ؛ رَوَاهُ ابنُ الأَعْرابيِّ.
وناهَتْ نَفْسِي : قَوِيَتْ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
ويقالُ : التَّمْرُ واللّبَنُ تَنُوهُ النَّفْسُ عنهما ، أَي تَقْوَى عليهما ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وقالَ ابنُ شُمَيْل : ناهَ البَقْلُ الدَّوابَّ يَنُوهُها نَوْهاً : هَجَّدَها (٦) ؛ هكذا في النُّسخِ والصَّوابُ مَجَّدَها.
قالَ ابنُ شُمَيْل : وهو دُونَ الشّبَعِ ، وليسَ النَّوهُ إلَّا في أَوَّلِ النَّبْتِ ، وأَمَّا المَجْدُ ففي كلِّ نَبْتٍ ؛ وقَوْلُ الشاعِرِ :
يَنْهُونَ عن أَكْلٍ وعن شُرْبِ (٧)
أَرادَ يَنُوهُونَ وإلَّا فلا يَجوزُ.
قالَ الأزْهرِيُّ : كأَنَّه جعلَ ناهَتْ أَنْفسُنا تَنُوه مَقْلُوباً عن نَهَتْ.
__________________
(١) اللسان.
(٢) في اللسان والصحاح : النُّقَّه.
(٣) ديوانه ص ١٦٦ واللسان والمقاييس ٥ / ٤٧٤.
(٤) اللسان والتهذيب.
(٥) شرح أشعار الهذليين ١ / ٣٥٧ برواية :
ونهنهت أولى القوم عنكم |
|
تنفس منهات |
والمثبت كرواية اللسان.
(٦) في القاموس : «مجّدها».
(٧) اللسان وفي التهذيب برواية :
ينهون عن أكل وشرب مثله