والسبب في الزيادة الملحوظة في استيراد السكر المكرر في بداية القرن العشرين هو نشاط شركة الملاحة الألمانية (Hamburg Amerika Linie) التي باشرت ، بفضل انشاء خط بواخر مباشر مع البصرة مروراً بانتويرت ، بنقل السكر البلجيكي إلى سوق العراق وغرب فارس على نطاق واسع ، حتى ان مانقلته بواخر الشركة المذكورة من هذا السكر بلغ ٢٢٧٠ صندوقاً في ١٩٠٦ و ١١٦٠٠ صندوق في ١٩٠٧ و ٢٠٧٠٠ قطعة في ١٩٠٨ و ٢١٦٦٠ قطعة في ١٩٠٩ و ٧٥٨٩٧ قطعة في ١٩١٠.
وكان لابد ان يؤدي توسيع بلجيكا في توريد سكرها إلى تقلص بيع السكر المكرر الفرنسي الذي كان حتى ذلك الوقت يحتكر تقريباً اسواق العراق الجنوبي وغرب فارس. وكان مماساعد على ذلك الاحتكار ان معامل ((St. Louis و ((Mediterrannee كانت تمنح شركات الاهالي المحلية قروضاً لمدة تصل إلى ستة اشهر. ان الرؤوس الصغيرة من السكر صغير الحبيبات من انتاج المعمل المذكورة الذي كان يورد عادة في صناديق يحوي كل منها ٣٦ رأساً ويبلغ وزنه الكلي ٨٩ كغم والصافي ٧٦ كغم ويباع واصلاً البصرة بسعر معدله خمسة وأربعون فرنكاً ونصف الفرنك لكل ١٠٠ كغم ، قد لاءمت اذواق المستهلكين المحليين إلى درجة ان التنافس مع فرنسا بدا مستحيلاً. لذلك فقد كان بيع سكر الرؤوس القادم من بلجيكا والنمسا ومصر عندما ظهر في سوق بغداد في تسعينات القرن التاسع عشر محدوداً إلى درجة ان حصص الدول المختلفة في توريد السكر المكرر في ١٩٠٥ كانت ٥ / ٣ بالنسبة إلى فرنسا و ٥ / ١ بالنسبة إلى بلجيكا و ٢ / ١ بالنسبة إلى مصر والنمسا. وقد استغلت بلجيكا سوء محصول بنجر السكر في فرنسا وماتبع ذلك من تقلص في انتاج السكر لزيادة توريدها لهذه المادة بمساعدة بواخر الشركة الامانية. (Hamburg