يظهر الجدول المذكور اعلاه تقلصاً ملحوظاً في استيراد التوابل فقط ، اما المواد الاخرى سيما الشاي فتميل إلى زيادة. وحتى ولو افترضنا ان السبب في زيادة استيراد الشاي يعود لدرجة ملحوظة إلي انعدام الامن في طريق بوشهر ، يبقي من غير الممكن مع ذلك ان ننسب لهذا السبب بشكل كلي حقيقة ان المعدل السنوي لاستيراده ازداده من ٥٢٤٠ صندوقاً للفترة : ١٨٦١ - ١٩٠٠ ، إلى ١٧١٤٠ صندوقاً للفترة : ١٩٠١ - ١٩١٠ ، أي انه ازداد باكثر من ثلاث مرات. ولهذا يتحتم علينا ان نفترض عن استهلاك الشاي يزداد في العراق ذاته ، وان المشروب الوطني العربي وهو القهوة قد وجد له منافساً متمثلاً في الشاي الأرخص ثمناً طالما ان الانواع الدنيا من الشاء هي وحدها التي تورد إلى العراق وان قيمة هذه الانواع في الهند ثلاثة أرباع الشاي الذي يستورد عن طريق البصرة اما الربع الباقي فيأتي من جزيرة سيلان.
اما عن الغزل الذي يجلب من الهند فأنه يخصص لانتاج السجاد بالدرجة الاولى ولهذا فأنه يذهب بكليته تقريباً إلى فارس نظراً لانعدام الطلب عليه في العراق حيث اختفت في الوقت الحاضر تقريباً صناعة النسيج التي كانت مزدهرة في السابق. وللاسباب ذاته يتجه القسم الاغلب من المادة الاخرى التي تستورد من الهند ونعني النيلة التي تستخدم لصنع الأنسجة والغزول إلى فارس أيضاً ، أما أكياس الجوت التي تستخدم لنقل الحبوب فلا تجد من يشتريها في فارس بل تستهلك بكميات كبيرة في البصرة ذاتها وقد ازداد المعدل السنوي لاستيراد اكياس الجوت من ٤٥٦٠ بالة للفترة : ١٨٩١ - ١٩٠٠ إلى ١١١٨٠ بالة للفترة : ١٩٠١ - ١٩١٠ الامر الذي يدلل بوضوح على زيادة تصدير الحبوب من العراق.