مجال توريد الصناديق الخاصة بنقل التمر وذلك بفضل تخفيضها لثمن هذه البضاعة ، فقد كان ثمن الصناديق النمساوية واصلة البصرة هو ٢٦ جنيهاً استرلينياً لكل الف ، في حين أن سعر الصناديق النرويجية التي هي احسن من حيث النوعية لم يكن يقل عن ٢٨ جنيهاً استرلينياً وشلناً واحداً لكل ألف.
ويمكن ان يكون تكليف الموردين الاجانب لظروف التجارة المحلية بدرجة لا تقل عن تكليفهم لاذواق ومطاليب السكان ضماناً آخر للنجاح. فمطالبة اصحاب الطلبات العراقيين بفتح حساب في احد البنوك الاوربية تعني مثلاً غلق الطرق إلى السوق العراقي ، لان العراق له وضع استثنائي فيما يتعلق بالناحية المالية فشركات الاهالي المحلية فيه بشكل عام لا تمتلك مايكفي من رأس المال من جهة ومن الجهة الاخرى لا يوجد هناك من المؤسسات المصرفية التي تعمل على النمط الاوربي الا مؤسسة واحدة فقط هي البنك العثماني. اما البيوت التجارية الاوربية الرصينة المتواجدة في العراق فأنها لا تستطيع ان تفتح للتجارة المحلية اعتمادات واسعة لان ذلك يتطلب رأس مال متداولاً كبيراً ، ولهذا فأنها تقتصر في منح اعتماداتها على التجار المحليين الذين يرتبطون معها بعمليات تجارية.
ومن الناحية الاخرى ينبغي الاهتمام بدرجة لاتقل عن ذلك بتكيف اصحاب المصانع الاجانب للذوق المحلي لان الزخارف والألوان ترسم في العراق ، شأنه في ذلك شأن الاقطار الشرقية الاخرى ، وفق الطراز الخاص به وهو طراز يتبدل باستمرار وتلتزم به الفئات الغنية والفئات الدنيا من السكان على السواء ، حيث نجدهم يفضلون الاقمشة القطنية الرخيصة المصنوعة وفق السائد على الاقمشة الفاخرة. ويلعب التكيف دوراً مهماً حتى في قضية تبدو ثانوية كقضية تعبئة البضاعة أو رزمها اولاً لان السكان الريفيين