من هذه العملية لانشاء سكة حديد تمتد من خانقين إلى بغداد ومنها إلى كربلاء غير ان هذا الاقتراح لم يجد قبولاً لدى رجال الدين (١). ولهذا لم يتحقق ما كان مدحت باشا يحلم به من انشاء السكك الحديد في العراق ، ولكن تحسين طرق المواصلات ادى إلى مَدْ خط للترامواي بين بغداد والكاظمين طوله سبعة اميال قامت ببنائه شركة غير معروفة كانت مدينة بتأسيسها لجهود الباشا نفسه. ولم تتميز باي نشاط اخر عدا الترامواي.
اما في ما يخص الزراعة فانها خطت في عهد مدحت باشا خطوة كبيرة إلى الامام وكان ذلك بفضل ظرف عرضي ، ذلك ان مشاريع الباشا المختلفة في هذه المنطقة كانت تتطلب مبالغ طائلة ولهذا فأنة كان يحتاج إلى المال على الدوام فاستخدم كل ما يملك من مواهب للحصول عليه ، فمثلاً عندما ظهر ان المبالغ التي حصل عليها من بيع الحبوب التي تجمعت في الخزينة نتيجة لضريبة العشر التي تؤخذ عيناً ، غير كافية لتغطية المصاريف التي لا تحتمل التأخير ، امر مدحت باشا بهدم الاسوار القديمة التي تحيط بمدينة بغداد وباع مواد البناء التي حصل عليها من عميله الهدم هذه (٢). ومن الطرق الاخرى اتي استنبطها مدحت باشا للحصول على النقود هي بيع الاراضي الخالية القليلة الايراد إلى اشخاص عاديين اذ قسمت إلى قطع صغيرة وبيعت للفلاحين أو المزارعين من العرب بشروط مهاودة ، ولم تلبث مساحة الاراضي المزروعة في هذه المنطقة ان اتسعت
__________________
(١) ali Hayder Midat Bey, the life of Midhat Pasha, (London, ١٩٠٣), p. ٥٣.
(٢) China, OP. Cit. p. ٦٧.
لقد وصل المبلغ الاجمالي لمصاريف مدحت باشا ، على ما يذكره هذا المؤلف ، إلى ٦ ملايين ليرة عثمانية أي ما يقرب من ٥١ مليون روبل.