نادر شاه على الهدنة عن طيب خاطر لاسيما ان انتفاضة الافغان في هرات كانت تستدعي منه الذهاب إلى هناك.
وهكذا ظهر على مقربة من الدولة العثمانية وبشكل غير متوقع عدوّ قوي وشجاع سيجري معه صراع عنيف ذلك ان حماية المناطق الشرقية من الدولة منه لم تكن امراً سهلاً. لقد ادرك الباب العالي تمام الادراك بان الوقت الراهن هو انسب الاوقات لاستخدام قوة احمد باشا ضد نادر قلي خان ، ولكنه لم يكن يثق باحمد باشا بل كان يخشاه وذلك بسبب الوشايات التي قام بها اعداء احمد. ولهذا فلقد كلف احمد باشا البقاء في منصبه جهوداً كبيرة فهو لم يتمكن من ذلك الا بفعل سياسته الحاذقة القائمة على التوازن الموفق ما بين السلطان ونادر. ففي الوقت الذي كان فيه يمنع الاول من اتخاذ تدابير صارمة ضده عن طريق تخويفه باحتمال تحوله إلى صف فارس ، كان يخدع الثاني واعداً اياه بالاعتراف الطوعي بسيادته. وكانت هذه السياسة تثير اعداء احمد بمقدار ما كان هو يوسع من حيله وخدعه للمحافظة على حياته ومنصبه. والواقع ان احمد باشا لم يكن يشعر بالامان الا في العراق الذي كان وضعه فيه قد توطد بشكل راسخ. وهكذا فان تاريخ احمد باشا المقبل ماهو الا صراع قام به احمد على جبهتين الاولى ضد نادر شاه من اجل العراق والثانية ضد اعدائه في اسطنبول.
لقد كانت اهمية العراق بالنسبة إلى الدولة العثمانية تزداد بمقدار ما كانت سلطة نادر قلي تتوطد في فارس المجاورة التي كانت تشهد احداثاً سريعاً متعاقبة. وبينما كان نادر شاه منهمكاً في قهر الافغان في المناطق الشرقية من فارس جهز أحمد باشا في ١٧٣١ م حملة على كرمنشاه بهدف اعادتها إلى الدولة العثمانية (١). ومع ان الشاه طهماسب تحرك بنفسه لنجدة
__________________
(١) De Hammer : OP. Cit. T. III, p. ٤٣٧.