بُهاكِنَةٌ غَضَّةٌ بَضَّة |
|
بَرُودُ الثَّنايا خِلافَ الكَرى (١) |
[بهمن] : البَهْمَنُ ، كجَعْفَرٍ : أَهْمَلَهُ الجوْهرِيُّ.
وهو أَصْلُ نَباتٍ شَبيهٌ بأَصْلِ الفُجْلِ الغَليظِ فيه اعْوِجاجٌ غالباً ، وهو أَحْمَرُ وأَبْيَضُ ، ويُقْطَعُ ويُجَفَّفُ نافِعٌ للخَفَقانِ البارِدِ مُقَوٍّ للقَلْبِ جدًّا باهِيٌّ.
وبَهْمَنُ : اسمُ (٢) رجُلٍ مِن مُلُوكِ الفُرْسِ.
وبَهْمَن : ماهُ اسمُ شَهْرٍ من الشُّهورِ الفارِسِيَّةِ الحادِي عَشَرَ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
بَهْمانُ : والدُ عبدِ الرَّحمنِ التَّابِعِيّ الحجازيّ الرَّاوي عن عبدِ الرَّحمنِ بنِ ثابِتٍ ، قال البُخارِي : وقالَ بعضُهم : عبدُ الرَّحمنِ بنِ يَهْمان بالياءِ التحْتِيّة ولا يَصحُّ.
وقد أَوْرَدَه المصنِّفُ ، رحِمَه اللهُ تعالى في الزَّاي فقالَ بَهْماز والدُ عبدِ الرَّحمنِ فحرَّفَ وصحَّفَ ، وقد نبَّهْنا عليه هناك فرَاجِعْه.
[بين] : البَنينُ في كَلامِ العَرَبِ جاءَ على وَجْهَيْن : يكونُ فُرْقَةً ، ويكونُ وَصْلاً ، بانَ يَبِينُ بَيْناً وبَيْنُونَةً ، وهو مِن الأَضْدادِ ؛ وشاهِدُ البَيْنِ بمعْنَى الوَصْلِ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
لقد فَرَّقَ الواشِينَ بَيْني وبينَها |
|
فقَرَّتْ بِذاكَ الوَصْلِ عَيْني وعينُها (٣) |
وقالَ قيسُ بنُ ذَريح :
لَعَمْرُكَ لو لا البَيْنُ لانْقَطَعَ الهَوَى |
|
ولو لا الهَوَى ما حَنَّ للبَيْنِ آلِفُ (٤) |
فالبَيْنُ هنا الوَصْلُ ؛ وأَنْشَدَ صاحِبُ الاقْتِطافِ ، وقد جَمَعَ بينَ المَعْنَيَيْن :
وكنَّا على بَيْنٍ ففَرَّقَ شَمْلَنا |
|
فأَعْقَبَه البَيْن الذي شَتَّتَ الشَّمْلا |
فيا عجباً ضِدَّان واللّفْظ واحِد |
|
فللهِ لَفْظ ما أَمَرّ وما أَحلى |
وقالَ الرَّاغبُ : لا يُسْتَعْمل إلَّا فيمَا كانَ له مَسافَة نَحْو بَيْن البُلْدان (٥) ؛ أَوله عَدَدٌ مَّا اثْنانِ فصاعِداً نَحْو بَيْن الرَّجُلَيْنِ وبَيْن القَوْمِ ، ولا يُضَافُ إلى ما يَقْتَضِي معْنَى الوحِدَةِ إلَّا إذا كُرِّرَ نَحْو : (وَمِنْ بَيْنِنا وَبَيْنِكَ حِجابٌ) (٦).
وقالَ ابنُ سِيْدَه : ويكونُ البَيْنُ اسْماً وظَرْفاً مُتَمَكِّناً.
وفي التَّنْزيلِ العَزيزِ : (لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ ما كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ) (٧) ؛ قُرِىءَ بَيْنَكُمْ بالرَّفْعِ والنَّصْبِ ، فالرَّفْع على الفِعْل أَي تقَطَّع وَصْلُكم ، والنَّصبُ على الحَذْفِ ، يريدُ ما بَيْنكم ، وهي قَراءَةُ نافِعٍ وحفص عن عاصِمٍ والكِسائي ، والأَولى قِراءَةُ ابنِ كثيرٍ وابنِ عامِرٍ وحَمْزَةَ.
ومَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ فإنَّ أَبا العبَّاس رَوَى عن ابنِ الأَعْرابيِّ أنَّه قالَ : مَعْناهُ تقَطَّع الذي كانَ بَيْنَكم.
وقالَ الزَّجَّاجُ : لقد تقَطَّع ما كُنْتم فيه مِن الشَّركةِ بَيْنَكم ؛ ورُوِيَ عن ابنِ مَسْعودٍ أنَّه قَرَأَ لقد تقَطَّع ما بَيْنَكم ، واعْتَمَدَ الفرَّاءُ وغيرُهُ مِن النَّحويينِ قِراءَةَ ابنِ مَسْعودٍ ، وكانَ أَبو حاتِمٍ يُنْكِرُ هذه القِراءَةَ ويقولُ : لا يَجوزُ حَذْفُ المَوْصولِ وبَقَاء الصِّلَة.
وقد أَجابَ عنه الأَزْهرِيُّ بما هو مَذْكُورٌ في تَهْذِيبِه (٨).
وقالَ ابنُ سِيدَه : مَنْ قَرَأَ بالنَّصْبِ احْتَمَل أَمْرَيْن :
__________________
(١) اللسان.
(٢) في القاموس : اسمٌ ، بالرفع منونة.
(٣) اللسان.
(٤) اللسان وفيه : لا يقطع الهوى.
(٥) في المفردات : بين البلدين.
(٦) فصلت ، الآية ٥.
(٧) الأنعام ، الآية ٩٤.
(٨) نص عبارة الأزهري في التهذيب ١٥ / ٤٩٨ قلت : أجاز الفراء وأبو إسحاق النحوي النصب ، وهما أعلم بالنحو من أبي حاتم. والوجه في ذلك أن الله خاطب بما أنزل في كتابه قوماً مشركين الآي ... أراد لقد تقطع الشرك بينكم فأضمر الشرك لما جرى من ذكر الشركاء ، فافهمه.