[منجن] : المَنْجَنونُ (١) : أَوْرَدَه هنا على أنَّ النونَ الأُوْلى مكرَّرَةٌ زائِدَةٌ ، وهو صنْعُ الأزْهرِيّ ، فإنَّه ذَكَرَه في الرّباعي. وجَعَلَه سِيْبَوَيْه بمنْزِلَةِ عَرْطَلِيل يذْهَبُ إلى أَنَّه خُمَاسِيٌّ ، وأَنَّه ليسَ في الكَلامِ فَنْعَلُولٌ ، وأنَّ النونَ لا تُزادُ ثانِيَة إلَّا بثَبَتٍ ، فحينَئِذٍ الأَوْلَى ذِكْره بعْدَ تَرْكِيبِ مَنَنَ ، وهو صنْعُ صاحِبِ اللِّسانِ وغيرِهِ مِنَ الأَئِمَّة. وذَكَرَه الجوْهرِيُّ في جَنَنَ.
قالَ ابنُ بَرِّي : وحَقُّه أن يُذْكَرَ في منجن لأنَّه رُباعيٌّ ميمُه أَصْليَّةٌ وكذا نونُه التي تلِي الميمَ ، قالَ : ووَزْنُه فَعْلَلُولٌ مِثْل عَضْرَفُوطٌ.
وهو الدُّولابُ يُسْتَقَى عليه (٢) ؛ أو هي البَكَرَةُ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت : هي المَحالَةُ يُسنَى عليها ، وهي مُؤَنَّثةٌ على فَعْلَلُولٍ ؛ وأَنْشَدَ أَبو عليٍّ :
كأنَّ عَيْنَيَّ وقد بانُوني |
|
غَرْبانِ في مَنْحاةِ مَنْجَنُونِ (٣) |
وأَنْشَدَ ابنُ بَرِّي في سانية لابنِ مُفَرِّغ :
وإذا المَنْجَنونُ بالليلِ حَنَّتْ |
|
حَنَّ قَلْبُ المُتَيَّمِ المَحْزونِ (٤) |
وقالَ الأَزْهرِيُّ : وأَمَّا قوْلُ عَمْرو بنِ أَحْمر :
ثَمِلٌ رَمَتْه المَنْجَنونُ بسَهْمِها |
|
ورَمَى بسَهْمِ جَريمةٍ لم يَصْطَدِ (٥) |
فإنَّ أَبا الفَضْلِ حدَّثَ أنَّه سَمِعَ أَبا سعيدٍ يقولُ : هو الدَّهْرُ ، كالمَنْجَنِين في الكُلِّ (٦) ؛ وأَنْشَدَ الأَصْمعيُّ لعُمَارَة ابن طارِقٍ :
اعْجَلْ بغَرْبٍ مثْل غَرْبِ طارِقِ |
|
ومَنْجَنينٍ كالأَتانِ الفارِقِ (٧) |
ورُوِي قَوْلُ ابنِ أَحْمر أَيْضاً مِثْل ذلِكَ ؛ ج مَناجِينُ.
وقالَ ابنُ بَرِّي. قَوْلُ الجوْهرِيِّ والمِيم مِن نفْسِ الحَرْف لمَا ذُكِرَ في مَنْجَنِيق لأنَّه يُجْمَعُ على مَناجِين يَحْتاجُ إلى بيانٍ ، أَلا تَرَى أَنَّك تقولُ في جَمْعِ مَضْروبٍ مَضارِيبُ؟ فليسَ ثَباتُ الميمِ في مَضَارِيبِ ممَّا يُكَوِّنُها أَصْلاً في مَضْروبٍ.
قالَ : وإنَّما اعْتَبَر النّحويُّونَ صحَّةَ كَوْنِ الميمِ فيها أَصْلاً بقَوْلِهم مَناجِين ، لأنَّ مَناجِينَ يَشْهدُ بصحَّةِ كَوْنِ النُّونِ أَصْلاً بخِلافِ النّونِ في قَوْلِهم مَنْجَنِيق فإنَّها زائِدَةٌ ، بدَليلِ قَوْلِهم مَجانِيق ، وإذا ثَبَتَ أنَّ النُّونَ في مَنْجَنُون أَصْلٌ ثَبَتَ أنَّ الاسمَ رُباعيٌّ ، وإذا ثَبَتَ أَنَّه رُباعيٌّ ثَبَتَ أنَّ المِيمَ أَصْلٌ ، واسْتَحالَ أنْ تَدْخلَ عليه زائِدَةً مِن أَوَّلِه ، لأنَّ الأَسْماءَ الرّباعِيةَ لا تَدْخلُها الزِّيادَةُ مِن أَوَّلِها ، إلَّا أنْ تكونَ من الأَسْماءِ الجارِيَةِ على أَفْعالِها نَحْو مُدَحْرِج ومُقَرْطِس.
[محن] : مَحَنَهُ عِشْرينَ سَوْطاً ، كَمَنَعَهُ ؛ ضَرَبَهُ.
ومَحَنَهُ : اخْتَبَرَهُ ، كامْتَحَنَه ، وأَصْلُ المَحْنِ : الضَّرْبُ بالسَّوْطِ ؛ والاسمُ المِحْنَةُ ، بالكسْرِ ، والجَمْعُ المِحَنُ ، وهي التي يُمْتَحَنُ بها الإنْسانُ مِن بليةٍ ، نَسْتَجِيرُ بكَرَمِ اللهِ تعالى منها.
وقالَ الليْثُ : المِحْنَةُ مِثْلُ الكَلامِ الذي يُمْتَحَنُ به ليُعْرَفَ بكَلامِه ضَمِير قلْبِهِ.
وفي حدِيثِ الشعبيِّ : «المِحْنَةُ بِدْعَةٌ» ، هي أنْ يأْخُذَ السُّلطانُ الرَّجلَ فيمْتَحِنه ويقولُ : فَعَلْت كذا وكذا ، فلا يَزالُ به حتى يقولَ ما لم يَفْعَلْه ، أَو ما لا يَجوزُ قَوْله ، يعْنِي أنَّ هذا القَوْلَ بِدْعَةٌ.
وقالَ المُفَضَّلُ : مَحَنَ الثّوْبَ مَحْناً : لَبِسَه حتى أَخْلَقَه.
__________________
(١) على هامش القاموس عن نسخة : والمَنْجنِينُ.
(٢) على هامش القاموس عن نسخة : عليها.
(٣) اللسان.
(٤) اللسان.
(٥) اللسان والتكملة وصدره في التهذيب : «منجن» ١١ / ٢٥٨.
(٦) قوله : «كالمنجنين في الكل» مضروب عليه بنسخة المؤلف ، أفاده على هامش القاموس.
(٧) اللسان برواية : «ومنجنون» وبعده فيه :
من أثل ذات العرض والمضايق
والشطر الشاهد في الصحاح والتهذيب كرواية اللسان.