ولكنْ عَرَتْني من هَواكِ ضَمانةٌ |
|
كما كنتُ أَلْقى منكِ إذا أَنا مُطْلَقُ (١) |
وفي الحدِيثِ : «نَهَى عن بَيْعِ المَلاقِيح والمَضامِين» ، تقدَّمَ تفْسِيرُ المَلاقِيح ، وأَمَّا المَضامِين فإنَّ أَبا عُبَيْدٍ قالَ : هي ما في أَصْلابِ الفُحُولِ ، جَمْعُ مَضْمُون ؛ وأَنْشَدَ غيرُهُ :
إنَّ المَضامِينَ التي في الصُّلْبِ |
|
ماءُ الفُحولِ في الظُّهورِ الحُدْبِ (٢) |
أَو ما في بُطونِ الحَوامِلِ ، وبه فسَّرَ مالِكُ في الموطأ.
ومَضْمُونٌ : اسمُ (٣) رجُلٍ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
المُضَمَّنُ مِن الأَلبانِ : ما في ضِمْنِ الضّرْع ، ومِن الماءِ ما كانَ في كُوزٍ أَو إنَاءٍ ، وإذا كانَ في بَطْنِ الناقَةِ حمْلٌ في ضامِنٌ ومِضْمانٌ ، وهنَّ ضَوامِنُ وَمَضامِينُ.
وما أَغْنى عَنِّي فلانٌ ضِمْناً ، بالكسْرِ ، وهو الشِّسْعُ ، أي شيئاً ، ولا قَدْرَ شِسْعٍ ؛ عن ابنِ الأعْرابيِّ.
والضَّامِنَةُ مِن كلِّ بلَدٍ : ما تَضَمَّنَ وَسَطَه.
ورجُلٌ (٤) ضَمَنٌ ، محرّكةً ؛ لا يُثَنَّى ولا يُجْمَع ولا يُؤَنَّثُ : أي مَرِيضٌ. وفي الحدِيثِ : «مَعْبوطةٌ غيرُ ضَمِنةٍ.
أي ذُبِحَتْ لغيرِ عِلَّةٍ.
وهو ضَمِنٌ على أَصْحابِهِ : أي كَلٌّ.
وقالَ أَبو زيْدٍ : ضَمنَ فلانٌ على أَصْحابِه وكَلَّ عليهم بمعْنًى واحِدٍ ؛ وقَوْلُ لبيدٍ ، رضِيَ الله تعالى عنه :
يُعْطِي حُقوقاً على الأَحْسابِ ضامِنةً |
|
حتى يُنَوِّرَ في قُرْيانِه الزَّهَرُ (٥) |
كأنَّه قالَ : مَضْمُونَة كالرَّاحِلَةِ بمعْنَى المَرْحُولةِ. وضمنه كعلمه يعلمه.
ومَضْمُونُ الكِتابِ : ما في ضِمْنِه وطَيِّه ، والجَمْعُ مَضامِينٌ.
وقد سَمَّوْا ضامِناً.
وقوْلُ العامَّةِ : ضمار درك صوابُه : ضَمان الدرك ، وهو رَدُّ الثَّمنِ للمُشْترِي عنْدَ اسْتِحْقاقِ المبيعِ.
وقوْلُ بعضِ الفُقَهاء : الضَّمانُ مأْخُوذٌ مِن الضم غَلَطٌ مِن جهَةِ الاشْتِقاقِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
[ضمحن] : اضْمَحَنَّ الشيءُ ، مثْلُ اضْمَحَلَّ ، على البَدَلِ ، حَكَاهُ يَعْقوب.
[ضنن] الضَّنَنُ ، محرَّكةً : الشُّجاعُ ؛ قالَ :
إني إذا ضَنَنٌ يَمْشِي إلى ضَنَنٍ |
|
أَيْقَنْتُ أنَّ الفَتى مُودٍ به الموتُ (٦) |
والضَّنِينُ البَخيلُ بالشَّيءِ النَّفيسِ.
قالَ الفرَّاءُ : قَرَأَ زَيْدُ بنُ ثابتٍ وعاصِمٌ وأَهْلُ الحِجازِ : (وَما هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ) (٧) وهو حَسَنٌ ، يقولُ : يأْتِيه غَيْبٌ وهو مَنْفوس فيه فلا يَبْخلُ به عليكُم ولا يَضِنُّ به عنكم ، ولو كانَ مَكان على عن صَلَح أَو الباء تقولُ : ما هو بضَنِين بالغَيْبِ.
وقالَ الزَّجَّاجُ : ما هو على الغَيْبِ ببَخِيلٍ كَتُومٍ لمَا أَوحِي إليه ، وقُرِئَ بظَنِينٍ ، وهو مَذْكُورٌ في محلِّه.
وقد ضن بالشيءِ ، كفَرِحَ ، يَضِنُّ بالفتْحِ ، وهي اللُّغَةُ العالِيَةُ ، والكَسْر في الآتي ، حَكَاه يَعْقُوب : ورَوَى ثَعْلَب عن الفرَّاء : سَمِعْتُ : ضَنَنْتُ ولم أَسْمَع أَضِنُّ ؛ ضَنانَةً ، بالفتحِ ، وضِنَّاً ، بالكسْرِ ويُفْتَحُ ، إذا بخلَ به.
ومِن المجازِ : هو ضِنِّي مِن بين إخْوانِي ، بالكسْرِ :
__________________
(١) اللسان.
(٢) اللسان والتهذيب بدون نسبة.
(٣) في القاموس بالضم منونة ، وأضافها الشارح فخففها.
(٤) عن اللسان وبالأصل «ورحل».
(٥) ديوانه ط بيروت ص ٥٨ برواية : «نعطي» والمثبت كرواية اللسان.
(٦) اللسان بدون نسبة.
(٧) التكوير ، الآية ٢٤.