والحَفْنُ : العَطاءَ القَليلُ ، وقد حَفَنَ له حَفْنَةً : إِذا أَعْطاهُ قَليلاً.
والحَفَنُ ، بالتَّحْريكِ : أَن يَقْلِبَ قَدَمَيْهِ كأَنه يَحْثُو بهما إِذا مَشَى.
والحَفْنَةُ : مِلْءُ الكَفِّ.
وفي الصِّحاحِ : مِلْءُ الكَفَّيْن مِن طَعامٍ.
ومنه الحَدِيثُ : «إِنَّما نَحْنُ حَفْنَةٌ مِن حَفَناتِ اللهِ تعالى» ؛ وهو قَوْلُ أَبي بكْرٍ ، رَضِيَ اللهُ تعالى عنه ، أَرادَ أَنَّنا على كَثْرَتِنا قَليلٌ يَوْم القِيامَةِ عنْدَ اللهِ كالحَفْنةِ ، أَي يَسيرٌ بالإِضافَةِ إِلى مُلْكِه ورَحْمَتِه على جهةِ المَجازِ والتَّمْثيلِ ؛ وهو كالحَديثِ الآخَرِ : «حَثْيةٌ مِن حَثَياتِ رَبِّنا».
والحَفْنَةُ (١) : الحُفْرَةُ يَحْفرُها السَّيْلُ في الغَلْظِ في مَجْرَى الماءِ.
وقيلَ : هي الحُفْرَةُ أَيْنما كانَتْ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيْت : الحَفْنَةُ : النُّقْرَةُ يكونُ فيها الماءُ وفي أَسْفلِها حَصّى وترابٌ ؛ ويُفْتَحُ ؛ هكذا في النُّسخِ ، وهو غَلَطٌ ، صَوابُه ويُضَمُّ ؛ وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهرِيُّ ؛ ج حُفَنٌ ، كصُرَدٍ ؛ أَنْشَدَ شمر :
هَلْ تَعْرِفُ الدارَ تَعفَّتْ بالحُفَنْ
قالَ : وهي قَلْتاتٌ يَحْتفرُها الماءُ كهيئةِ البِرَكِ.
وقالَ ابنُ السِّكِّيت : وأَنْشَدَني الإِياديُّ لعديِّ بنِ الرِّقاعِ العامِليِّ :
بكْر يُرَبِّثُها آثارُ مُنْبَعِقٍ |
|
تَرَى به حُفَناً زُرْقاً وغُدْرانا (٢) |
واحْتَفَنَهُ : جَعَلَ يَدَيْهِ تَحْتَ رُكْبَتَيْه وأَخَذَهُ بمَأْبِضِهِ ثم احْتَمَلَهُ ؛ وهو مجازٌ.
وفي الصِّحاحِ : قالَ أَبو زيْدٍ : احْتَفَنْتُ الرَّجُلَ احْتِفاناً : اقْتَلَعْتُه مِنَ الأَصْلِ ؛ حَكاهُ عنه أَبو عُبَيْدٍ.
واحْتَفَنَ الشَّجَرَ : اقْتَلَعَهُ مِن الأَرضِ.
واحْتَفَنَ الشَّيءَ : أَخَذَهُ لنَفْسِهِ ؛ نَقَلَهُ الجَوْهرِيُّ.
والمِحْفَنُ ، كمِنْبَرٍ : الكَثيرُ الحَفْنِ مِنَ الرِّجالِ ؛ نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
والحَفَّانُ ، كشَدَّادٍ : فِراخُ النَّعامِ ، ورُبَّما سَمَّوا صغارَ الإِبلِ حَفَّاناً ، والواحِدَةُ حَفَّانةٌ للذَّكَرِ والأُنْثَى جَمِيعاً ؛ كما في الصِّحاحِ. وقد ذُكِرَ في الفاءِ ، أَي على أَنَّه مِنَ المُضاعفِ ، وقد أَشارَ الجَوْهرِيُّ لذَلِكَ.
وعند حُفَيْنَةَ الخَبَرُ اليَقينُ ، وهكذا كانَ أَبو عُبَيْدَةَ يرْويه. كما ذُكِرَ في «ج ه ن» ، كذا في النُّسخِ ، والصَّوابُ في «ج ف ن».
وبنُو حُفَيْنٍ ، كزُبَيْرٍ : بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
حَفَنَ الماءَ على رأْسِه : أَلْقاهُ بحَفْنَتِه ؛ عن ابنِ الأَعْرابيِّ.
وحَفَنَ للقَوْمِ : أَعْطى كُلَّ واحدٍ منهم حَفْنَةً.
واحْتَفَنَ منه اسْتَكْثَرَ ، كما في الأَساسِ ، وهو مجازٌ.
وكان محفنُ أَبا بطحاء نسب إِليه الدَّواب البَطْحاوِيَّة.
وحَفْنٌ ، بالفتْحِ : قَرْيةٌ بصَعِيدِ مصْرَ ، لها ذِكْرٌ في حدِيثِ الحَسَنِ بنِ عليٍّ مَعَ مُعاوِيَةَ ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهما ، وقيلَ : إِنَّ مارِيَةَ التي أَهْدَاها المُقَوْقِسُ إِلى رَسولِ اللهِ صلىاللهعليهوسلم ، مِن هذه القَرْيَةِ ؛ نَقَلَهُ ابنُ الأَثيرِ.
* قُلْتُ : كلم الحَسَن مُعاوِيَة في وَضْعِ الخَرَاجِ عن أَهْلِها فوضعه ، كما في الأَمْوالِ لأَبي عُبَيْد.
وقيلَ : هي مِن رستاق الفناء.
وحَفْنَى ، كسَكْرَى : قَرْيةٌ بشَرْقيّ مِصْرَ ؛ ومنها شَيْخُنا : بَلْ شَيْخُ أَهْلِ الدُّنْيا جَمِيعها ، وهو الشَّيْخُ الإِمامُ المُحدِّث الوَلِيّ العالِمُ أَبو عَبْدِ اللهِ محمدُ بنُ سَالِم الشَّرِيفِ القُرَشِيّ رَئِيسُ الجامِعِ الأَزْهر والمَحَلُ المُبَارَك الزَّهيُّ الأَنْوَرَ ، وشَيْخُ العُلَماء بَعْد شَيْخنا الشَّيْخُ عَبْد اللهِ العَالِمُ
__________________
(١) نص في اللسان على الضم ، وسيأتي للشارح أنها تضم.
(٢) اللسان والتهذيب.