ذا عُدْمٍ ، عن كُراعٍ ، فهو عَدِيمٌ وِمُعْدِمٌ لا مالَ له ، قالَ : ونَظِيرُهُ : أَيْسَرَ إيْساراً ويُسْراً ، وأَعْسَرَ إعْساراً وعُسْراً ، وأَفْحَشَ إفْحاشاً وفُحْشاً ، قالَ : وقيلَ بل الفُعْلُ من ذلِكَ كُلِّه الاسمُ والإِفْعالُ المَصْدَرُ.
قالَ ابنُ سِيْدَه : وهو الصَّحِيحُ لأَنَّ فُعْلاً لَيسَ مَصْدَر أَفْعَل ، انتَهَى.
وقالَ أَبو الهَيْثم في معْنَى قوْلِ الشاعِرِ :
وِليسَ مانِعَ ذي قُرْبى ولا رَحِمٍ |
|
يَوْماً ولا مُعْدِماً من خابِطٍ وَوَرَقاً (١) |
أَي لا يَفْتَقُر مِن سائِلٍ يَسْأَله ماله فيكونُ كخابِطٍ وَرَقاً.
قالَ الأَزْهرِيُّ : وِيَجوزُ أَن يكونَ مِن أَعْدَمَ فُلاناً إذا مَنَعَه طَلِبَتَه ، والمعْنَى ولا مانِعاً مِن خابِطٍ وَرَقاً.
وِالعَدِمُ ، ككَتِفٍ : الفَقيرُ ، وقد عَدِمَ بالكسْرِ ، ج عُدَماءُ ، هكذا في النسخِ ، والصَّوابُ أَنَّه جَمْعُ العَدِيمِ لا العَدِم كما صَرَّحَ به غيرُ واحِدٍ.
وِأَرضٌ عَدْماءُ : بَيْضاءُ ، أَي لا نَباتَ بها فإنَّها عُدِمَتِ النَّباتُ.
وِشاةٌ عَدْماءُ : بَيْضَاءُ الرَّأْسِ وسائرُها مُخالِفٌ له.
وِالعَدائِمُ : رُطَبٌ يكونُ بالمدينةِ ، على ساكِنِها أَفْضَل الصَّلاة والسَّلام ، يتأَخَّرُ ، وفي الصِّحاحِ : يَجِيءُ آخرَ الرُّطَبِ.
وِالعَديمُ : الأَحْمَقُ لفقدانِ عَقْلِه ، وقد عَدُمَ ، ككَرُمَ ، عَدامَةً.
وِالعَدِيمُ : المَجْنونُ لا عَقْلَ له ، نَقَلَه الأَزْهرِيُّ عن ابنِ الأَعْرَابيِّ.
وِالعَدِيمُ : الفَقيرُ لا مالَ له ولا شيءَ عنْدَه ، فَعِيلٌ بمعْنَى فاعِلٍ. وفي الحدِيْث : «مَنْ يُقْرِضُ غيرَ عَدِيمٍ ولا ظَلومٍ» ، وجَمْعُه عُدَماءُ.
وِقَوْلُ المُتَكَلِّمينَ : وُجِدَ الشَّيءُ فانْعَدَمَ مِن لَحْنِ (٢) العامَّةِ ووَجَّهُوه بأَنَّ الفعلَ مُطاوِعُ فعل ، وقد جاءَ مُطاوِعَ أَفْعل كأسْقَفْته فانْسَقَفَ وأَزْعَجْته فانْزَعَج قَلِيلَا ويخص بالعِلاجِ والتأْثيرِ فلا يقالُ : عَلمته فانْعَلَم ولا عَدمته فانْعَدَمَ.
وقالَ ابنْ الكَمالِ في شرْحِ الهدايَةِ : فإن عدمته بمعْنَى لم أَجِدْه وحَقِيقَتُه تَعودُ لقوْلِكَ ماتَ ولا مُطاوِعَ له ، وكذا أَعْدَمْت إذ لا إحْداثَ فعْل فيه.
وفي المُفَصّل للزَّمَخْشريّ : ولا يَقَعُ ، أَي انْفَعَلَ ، حيثُ لا عِلاجَ ولا تأْثِيرَ ، ولذا كانَ قَوْلُهم انْعَدَمَ خَطَأً.
وِعَدامَةُ (٣) : ماءٌ لبَنِي جُشَمَ ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ.
قالَ ابنُ بَرِّي : وهي طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ للعَرَبِ ، قالَ الراجِزُ :
لما رأَيْتُ أَنَّه لا قامَهْ |
|
وِأَنَّه يَوْمُكَ مِن عُدامَهْ (٤) |
قلْتُ : وقالَ نَصُر : عُدامةُ : ماءَةٌ لبَنِي نَصْر بنِ مُعاوِيَةَ بنِ هَوَازن ، وهي طَلُوبٌ أَبْعدُ ماءٍ بنَجْدٍ قعراً.
وِيقالُ : هو يَكسِبُ المَعْدومَ ، أَي مَجْدودٌ يَنالُ ما يُحْرَمُه غيرُهُ وفي حدِيْث المَبْعثِ : قالَتْ له خديجةُ : «كلا إنَّك تَكْسِبُ المَعْدومَ وتَحْمِلُ الكَلَّ» ، هو مِن ذلِكَ ، وقيلَ : أَرادَتْ تَكْسِبُ الناسَ الشيءَ المَعْدومَ الذي لا يَجِدونَه ممَّا يَحْتاجونَ إليه ، فيكونُ على الأَوَّل مُتَعدِّياً إلى مَفْعولٍ واحِدٍ كقوْلِكَ كَسَبْتُ مالاً ، وعلى الثاني إلى مَفْعولَيْن ، تقولُ كَسَبْتُ زيْداً مالاً أَي أَعْطيتُه ، أَي تُعْطِي الناسَ الشيءَ المَعْدومَ عنْدَهُم فحذفَ المَفْعول الأوَّل.
وِما يَعْدِمُني هذا الأَمْرُ ، أَي ما يَعْدوني ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ ، وبه فُسَّر قوْلُ لَبيدٍ السابِقُ ، وهكذا يُرْوَى بفتْح الياءِ بخطِّ أَبي سَهْلٍ الهَرَويّ ، ورَوَاه أَبو عَمْرو وغيرُهُ بضمِّ الياءِ وقد تقدَّمَ.
* وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
يقالُ : لا أَعْدَمني اللهُ فَضْلَك ، أَي لا أَذْهَبَه عنِّي.
ويقالُ : عَدِمْتُ فلاناً وِأَعْدَمنِيه اللهُ.
__________________
(١) اللسان بدون نسبة ، ونسبه في التهذيب لزهير ، وهو في ديوانه ط بيروت ص ٤٣.
(٢) في القاموس : «لحنٌ» والجرّ ظاهر.
(٣) نص ياقوت على ضم أوله ، وهو فُعالة من العَدَم أو العُدْم.
(٤) اللسان ومعجم البلدان «عدامة».