[صوم] : صامَ صَوْماً وِصِياماً ، بالكسْرِ ، وِاصْطَامَ : إذا أَمْسَكَ ، هذا أَصلُ اللُّغَةِ في الصَّوْمِ ، وفي الشَّرْعِ : عن الطَّعامِ والشَّرابِ.
وِمِن المجازِ : صامَ عن الكَلامِ : إذا أَمْسَكَ عنه ، وبه فُسِّر قوْلُه تعالَى : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) (١) ، أَي صَمْتاً بدَليلِ قوْلِه : (فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا).
وِصامَ عن النِّكاح : تَرَكَهُ ، وهو أَيْضاً داخِلٌ في حدِّ الصَّومِ الشَّرعيِّ ، ومنه قوْلُ سُفيان بنِ عُيَيْنَة : الصَّوْمُ هو الصَّبْرُ ، يَصْبِرُ الإِنْسانُ على الطَّعامِ والشَّرابِ والنكاحِ ، ثم قَرَأَ : (إِنَّما يُوَفَّى الصّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ) (٢).
وِمِن المجازِ : صامَ عن السَّيْرِ ، إذا أَمْسَكَ.
وِقالَ أَبو عبيدَةَ : كُلُّ مُمْسِكٍ عن طَعامٍ أَو كَلامٍ أَو سَيْرٍ هو صائِمٌ.
وِقالَ الجَوْهريُّ : رجُلٌ صَوْمانُ ، أَي صائِمٌ ، ضُبِطَ بالفتحِ وبالضمِّ.
وِيقالُ : رجُلٌ صَوْمٌ ، ورَجُلانِ صَوْمٌ ، وقَوْمٌ صَوْمٌ ، وامْرأَةٌ صَوْمٌ ، لا يُثَنَّى ولا يُجْمَعُ لأنَّه نعت بالمصْدَرِ ، ج صُوَّامٌ ، كرُمَّانٍ بالواوِ ، وِصُيَّامٌ ، بالياءِ وِصُوَّمٌ ، كرُكَّعٍ بالواوِ ، وِصُيَّمٌ ، بالياءِ ، قَلَبُوا الواوَ لقُرْبِها مِن الطَّرَفِ ، وِصِيَّمٌ بالكسْرِ مع تَشْديدِ الياءِ عن سِيْبَوَيْه ، كَسَرُوا لمَكانِ الياءِ ، وِصِيامٌ ، ككتابٍ ، وِصَيامَى ، كسَكَارَى وهذه نادِرَةٌ.
وِصامَ مَنِيَّتَه : ذَاقَها.
وِصامَ النَّعامُ : رَمَى بذَرْقِه ، وكَذلِكَ الدَّجاجَةُ ، ويقالُ لوَقْفَتها عنْدَ ذلِكَ أو لسكونها بخُروجِ الأَذى ، وهو مجازٌ.
وِهو ، أَي ذَرْق النَّعامِ ، صَوْمُه.
وفي المُحْكَمِ : الصَّوْمُ : عُرَّةُ النَّعامِ.
وفي الفرقِ لابنِ السَّيِّد. هو سلحُ النَّعامِ ، وأَنْشَدَ :
اتَّق اللهَ في الصَّلاةِ ودَعْها |
|
إنَّ في الصَّوْمِ والصَّلاةِ فَساداً |
ويعْنِي بالصَّلاة إتْيانَ المرْأَةِ في دُبُرِها. وفي المُحْكَم : صامَ النهارَ صَوْماً : أَلْقى ما في بَطْنِه ، ويعْنِي بالنَّهارِ فَرخَ الكَرَوان.
وِصامَ الرَّجُلُ إذا تَظَلَّلَ بالصَّوْمِ ، اسْمُ شَجَرَةٍ (٣) ، عن ابنِ الأَعْرابيِّ.
قالَ الجَوْهرِيُّ بلُغَةِ هُذَيْل.
قالَ ابنُ بَرِّي : يشيرُ إلى قوْلِ ساعِدَةَ بنِ جُؤيَّةَ :
مُوَكَّلٌ بشُدوف الصَّوَم يَرقُبُها |
|
من المَناظِر مَخْطوفُ الحَشَازَرِمُ (٤) |
والشُّدُوفُ : الإشْخاصُ.
وقالَ غيرُهُ : الصَّوْمُ : شَجَرَةٌ على شكْلِ الإنْسان كَريهَةُ (٥) المَنْظَرِ جدّاً ، يقالُ لثَمَرها رؤُوسُ الشَّياطِيْن ، يعْني بالشَّياطِيْن الحيَّاتِ وليسَ لها وَرَقٌ.
وقالَ أَبو حنيفَة : للصَّوْم هَدَبٌ ولا تَنْتَشِرُ أَفْنانُه ، يَنْبُتُ نباتَ الأثَلِ ولا يَطُولُ طُولَه ، وأَكْثرُ مَنابِته بِلادُ بني شَبابَةَ ، وأَنْشَدَ قوْلَ ساعِدَةَ.
وِمِن المجازِ : صام النَّهارُ : إذا اعْتَدَلَ وِقامَ قائِمُ الظَّهيرَةِ ، نَقَلَه الجَوْهرِيُّ ، ومنه قوْلُ امْرِيءِ القَيْسِ :
فدَعْها وسَلِّ الهَمَّ عنْكَ بجَسْرةٍ |
|
ذَمُولٍ إذا صامَ النهارُ وهَجَّرا (٦) |
وِمِن المجازِ : الصَّوْمُ : الصَّمْتُ ، وبه فُسِّرَ قوْلُه تعالَى : (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْماً) ، عن ابنِ عبَّاسٍ وقد تقدَّمَ ، ولا يَخْفَى أَنَّه مع قوْلِه أَمْسَكَ عن الكَلامِ تكْرارٌ.
وِمِن المجاز : الصَّوْمُ رُكودُ الرِّيحِ ، وقد صامَتْ ، نَقَلَهُ الجَوْهريُّ.
__________________
(١) مريم الآية ٢٦.
(٢) الزمر الآية ١٠.
(٣) في القاموس : لشجرة.
(٤) ديوان الهذليين ١ / ١٩٤٠ برواية : «ينظرها من المغارب» والمثبت كرواية اللسان ، وفي اللسان رواية أخرى : «يبصرها من المعازب» والبيت من قصيدة لساعدة مجرورة القافية : ففي البيت إقواء لتغير حركة الروي من الجر إلى الرفع ، وقبله في الديوان :
من فوقه شعف قرّ وأسفله |
|
جيّ تنطق بالظيان والعتم |
(٥) في القاموس كريهة مجرورة. وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى رفعها
(٦) ديوانه ط بيروت ص ٩٤ برواية : «فدع ذا ..» واللسان والتهذيب.