(بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، الآية التي يقول فيها : (وَإذا ذَكَرْتَ رَبَّكَ في القُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلى أدْبارِهِمْ نُفُوراً).
وفي توحيد الشيخ الصدوق ، بإسناده ، عن الحسن بن محمد عليهالسلام ، في قول اللّه عزّ وجلّ (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ، فقال : اللّه هو الذي يتألّه إليه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرجاء من كلّ مَن دونه وتقطّع الأسباب عن جميع ما سواه ، يقول : بسم اللّه أي أستعين على اُموري كلّها باللّه الذي لا يحقّ العبادة إلاّ له المغيث إذا استُغيث ، المجيب إذا دُعي.
قام رجل إلى عليّ بن الحسين عليهالسلام ، فقال : أخبرني ما معنى (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ)؟ فقال الإمام علي بن الحسين : حدّثني أبي ، عن أخيه الحسن ، عن أبيه أمير المؤمين عليهالسلام أنّ رجلا قام إليه فقال : يا أمير المؤمنين أخبرني عن (بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ) ما معناه؟ فقال : إنّ قولك (اللّه) أعظم اسم من أسماء اللّه عزّ وجلّ ، وهو الاسم الذي لا ينبغي أن يسمّى به غير اللّه ، ولم يتسمّ به مخلوق ، فقال الرجل : فما تفسير قوله (اللّه)؟ فقال : هو الذي يتألّه عند الحوائج والشدائد كلّ مخلوق عند انقطاع الرجاء من جميع مَن دونه وتقطّع الأسباب من كلّ ما سواه. وذلك أنّ كلّ مترأّس في هذه الدنيا ومتعظّم فيها ، وإن عظم غناؤه وطغيانه وكثرت حوائج مَن دونه إليه ، فإنّهم سيحتاجون حوائج لا يقدر عليها هذا المتعاظم ، وكذلك هذا المتعاظم يحتاج حوائج لا يقدر عليها ، فينقطع إلى اللّه عند ضرورته وفاقته ، حتّى إذا كفى همّه عاد إلى شركه. أما تسمع اللّه عزّ وجلّ : (قُلْ أرَأيْتَكُمْ إنْ أتاكُمْ عَذابُ اللّهِ أو أتَتْكُمُ السَّاعَةُ أغَيْرَ اللّهِ تَدْعُونَ إنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ بَلْ إيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ ما تَدْعُونَ إلَيْهِ إنْ شاءَ وَتَنْسُونَ ما تُشْرِكُونَ) ، فقال اللّه جلّ جلاله لعباده : أيّها الفقراء إلى رحمتي ، إنّي قد ألزمتكم الحاجة إليّ في كلّ حال ،