مولعون منيبون بالتضرّع إليه ، وهناك أقوال اُخرى بعيدة (١) ، وذكرنا ما قاله العلاّمة الطباطبائي في تفسيره حول الاسم واسم الجلالة والرحمن الرحيم ، وفيهما أقوال اُخرى لم نتعرّض لها طلباً للاختصار.
واعلم أنّ البسملة من كلمات اللّه المقدّسة وأذكاره الروحانية التي لها آثار وخواصّ في تربية النفوس البشرية من التزكية والفلاح والصلاح ، ويطرد بها الشيطان الرجيم والنفاق ، وإنّ اسم اللّه الأعظم أقرب إليها من سواد العين إلى بياضها ، فهي شعار المسلمين وكلمة المعتصمين ومقالة المتحرّزين ، يستفتحون بها أقوالهم وأعمالهم ويتبرّكون بها في سائر أفعالهم ، وإنّها من سنّة الأنبياء ولا سيما خاتم المرسلين والنبيّين محمد صلىاللهعليهوآله ، بها تفتح سور القرآن ، وتكون الأعمال مباركة لو قرنت بالبسملة ، بل لو لم يذكر اسم اللّه على الذبيحة فإنّها تكون ميتة ويحرم أكلها ، فما لم يذكر عليه اسم اللّه يكون بحكم الميتة يضرّ الروح والجسد ، وعند أهل المعرفة وأولياء اللّه كلّ شيء لم يذكر عليه اسم اللّه ، فإنّه يضرّ بالروح ويكون لها بحكم الميتة ، والإمام السجّاد يستغفر اللّه من كلّ لذّة ليس فيها اسم اللّه (قَدْ أفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (٢).
فنستعين عند افتتاح كلّ أمر صغير أو كبير باللّه الذي وسعت رحمته كلّ شيء ، حتّى الكافر في الدنيا ، وخصّت رحمته بالمؤمنين المتّقين المحسنين في الدنيا والآخرة.
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآله : إنّ اللّه منّ عليّ بفاتحة الكتاب من كنز الجنّة فيها :
__________________
(١) تفسير البصائر ١ : ١١٩.
(٢) سورة الأعلى ، الآية ١٤ ـ ١٥.