يدلّ على النعمة الدائمة والرحمة الثابتة الباقية التي تفاض على المؤمن كما قال تعالى : (وَكانَ بِالمُؤْمِنِينَ رَحِيماً) (١) ، وقال تعالى : (إنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) (٢) إلى غير ذلك ، ولذلك قيل : إنّ الرحمن عام للمؤمن والكافر ـ في الدنيا ـ ، والرحيم (٣) خاص بالمؤمن ـ في الدنيا والآخرة ـ» (٤).
وقال في معنى الإسم : وأمّا الإسم : فهو اللفظ الدالّ على المسمّى مشتقّ من السمة بمعنى العلامة ، أو من السموّ بمعنى الرفعة ـ والعلوّ (٥) ـ ، وكيف كان
__________________
(١) سورة الأحزاب ، الآية ٤٣.
(٢) سورة التوبة ، الآية ١١٧.
(٣) في النهاية : في أسماء اللّه تعالى (الرحمن الرحيم) : وهما اسمان مشتقّان من الرحمة ، مثل ندمان ونديم ، وهما من أبنية المبالغة ، ورحمان أبلغ من الرحيم ، والرحمن خاص للّه لا يسمّى به غيره ولا يوصف ، والرحيم يوصف به غير اللّه تعالى ، فيقال : رجل رحيم ، ولا يقال : رحمن.
وقيل : الرحمة على قسمين : امتنانية ووجوبية ، فالامتنانية هي الرحمة المفيضة للنعم السابقة على العمل ، وهي التي وسعت كلّ شيء ، وأمّا الوجوبية فهي الموعودة للمتّقين والمحسنين في قوله تعالى : (فَسَأْكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونِ) ، (إنَّ رَحْمَةَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الُمحْسِنِينَ) ، وهي داخلة في الامتنانية أيضاً; لأنّ الوعد بها على العمل محض المنّة ، وتقديم الرحمن على الرحيم من تقديم العامّ على الخاصّ.
(٤) الميزان ١ : ١٦.
(٥) الإسم مشتقّ من السموّ بمعنى العلوّ والرفعة عند البصريين ، ومن الوسم بمعنى العلامة والدلالة عند الكوفيين ، ولكلّ منهما وجه ، وقيل : الأنسب بالساحة الاُلوهية هو الأوّل.
وأمّا حذف الألف لفظاً عند دخول الباء فلكونها همزة وصل ، وهي لا تثبت في الدرج ، وحذفت خطأ لكثرة الاستعمال واُبدلت منها لطول البسملة ، وقيل : إنّما تسقط الألف خطّاً