وجندب ـ في فضلنا ما
شئتم فإنّكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله اللّه لنا ولا معشار العشر» .
ومثل هذا الكلام الصريح والنصّ الواضح
يدلّ على أنّ الإنسان مهما قال في فضائل أهل البيت عليهمالسلام
ومناقبهم وعلوّ مقاماتهم وشموخ مراتبهم ، التي هي دون الخالق وفوق المخلوق ، فإنّه
لم يبلغ المنتهى ، بل ولن يبلغ جزءاً ممّا يستحقّونه ـ و (لن) كما في اللغة تفيد نفي
التأبيد ـ أي أبداً لا يمكن للبشر أن يبلغ نهاية المطاف ، بل ولا معشار العشر.
وما نصل إليه ونبلغه ، إنّما هو منهم
وإليهم ، فمنهم العلم الإلهي ، وهم أساس المعارف ، وبهم فتح اللّه وبهم يختم ، ولولاهم
لما عرفناهم حتى هذه المعرفة الضئيلة ، والعلم القليل.
أجل ، بالأمس نطق اُناس بجزء من ألف باء
معرفة أهل البيت عليهمالسلام
، إلاّ أنّهم اتّهموا من قبل بعض حسّادهم بالغلوّ والكفر ، فإنّ العقول آنذاك لم
تصل إلى حدّ بلوغها ونضوجها ، لتتعمّق في المعارف وكلمات أئمة الحقّ عليهمالسلام وآيات القرآن الكريم
، فكان من يتكلّم أو يكتب في معرفتهم ، ليرفع جانباً من الستار ليكشف عن صفحة من
جمالهم وكمالهم ، سرعان ما كان يلقى بحجر الغلوّ وسهام مروقه عن الدين.
ولكن اليوم أعلامنا الأعاظم ، جهابذة
الفكر والعلم والسياسة والعرفان ، وأساطين الفقه والاُصول والكلام ـ أمثال السيد
الإمام الخميني قدسسره
ـ يكتب في تعريف الحقيقة المحمدية والحقيقة العلوية ، ويتحدّث عن نقطة باء
البسملة.
__________________