نور السماوات والأرض ، كما مرّ في آية النور.
إنّ سموّ النور على سائر الموجودات ، بل كون قوامها جميعاً به ، أوضح من أن يبرهن عليه ، ويمتاز النور المحمدي المشترك مع النور العلوي في الحقيقة بأنّه مستمدّ من النور الإلهي الذي به استنارت السماوات والأرضون. وإليك ما يدلّ على ذلك : روى الحمويني ، بإسناده ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : سمعت رسول اللّه يقول لعلي : خلقت أنا وأنت من نور اللّه تعالى (١).
وروى الكنجي ، بإسناده ، عن سلمان ، قال : سمعت رسول اللّه يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي اللّه مطيعاً ، يسبّح ذلك النور ويقدّسه قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام ، فلمّا خلق اللّه آدم ركز ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقا في صلب عبد المطّلب ، فجزء أنا وجزء علي.
وروى ابن المغازلي ، بإسناده ، عن سلمان ، قال : سمعت حبيبي محمداً يقول : كنت أنا وعلي نوراً بين يدي اللّه عزّ وجلّ يسبّح اللّه ذلك النور ويقدّسه ، فلمّا خلق اللّه آدم ركب ذلك النور في صلبه ، فلم يزل في شيء واحد حتّى افترقا في صلب عبد المطّلب ، ففيّ النبوّة ، وفي علي الخلافة.
وفي رواية اُخرى ، عن جابر ... فأسكنها في صلب آدم ، فساقها حتّى قسمها جزئين ، جزء في صلب عبد اللّه ، وجزء في صلب أبي طالب ، فأخرجني نبياً ، وأخرج علياً وصياً (٢).
وهناك العشرات بل المئات من الروايات التي تذكر الحقيقة المحمدية
__________________
(١) قادتنا كيف نعرفهم ١ : ٤١ ، عن فرائد السمطين ١ : ٤٠.
(٢) مناقب علي بن أبي طالب : ٨٨.