سيدي ، وتصديقاً لمقولتك الإلهية ، نرى اليوم أمثال شيخنا الاُستاذ (١) آية اللّه الشيخ حسن حسن زاده الآملي دام ظلّه يكتب رسالة يذكر فيها واحداً وتسعين وجهاً ومعنىً وبياناً للحديث النبوي الشريف : «مَن عرف نفسه فقد عرف ربّه» (٢).
ولا عجب في ذلك ، بل وسيأتي أقوام يتعمّقون أكثر فأكثر في المعارف الإلهية والعلوم النبوية والولوية.
وإذا كان للقرآن الكريم سبعون (٣) بطناً ، كما ورد في الخبر الشريف ، فكذلك أحاديث أهل البيت عليهمالسلام ، ولا يكون أتباعهم فقهاء علماء حتى يعرفوا معاريض كلامهم ونكاته ولطائفه ووجوهه وبطونه.
روى شيخنا العلاّمة المجلسي قدسسره بإسناده ، عن الإمام الصادق عليهالسلام ، قال : «حديث تدريه خير من ألف حديث ترويه ، ولا يكون الرجل منكم فقيهاً حتى يعرف معاريض كلامنا ، وإنّ الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجهاً ، لنا من جميعها المخرج» (٤).
فأحاديث النبي الأعظم وعترته الأئمة المعصومين الأطهار عليهمالسلام مفسّرة للقرآن الكريم ، ولها وجوه كثيرة كالقرآن ، فبطونها عديدة ، ولكلّ بطن بطون ،
__________________
(١) حضرت عنده دام ظلّه سنة ١٤١٠ دروس في علم الفلك ، فجزاه اللّه خيراً.
(٢) الرسالة مذكورة في مجلة (ميراث جاويدان) التابعة لمنظمة الأوقاف في إيران ، العدد ٤ ، السنة الاُولى ١٣٧٣ هـ ش ، الصفحة ٦٠.
(٣) المراد من السبعين هو الكثرة ، لا خصوص السبعين.
(٤) بحار الأنوار ٢ : ١٨٤ ، الباب ٣٦ ، إنّ حديثهم صعب مستصعب ، وإنّ كلامهم ذو وجوه كثيرة ، وفضل التدبّر في أخبارهم عليهمالسلام ، وفيه ١١٦ حديثاً.