الذي يكفر به المسلم ويحل ماله ودمه وهل يعمل عندهم ليلا ونهار اجهارا غير خفي وتركوا ذلك ما بينوه بل بينوا خلافه حتى جئتم انتم فاستنبطتموه من كلامهم لا والله بل ماارد وما اردتم وانهم في واد وانتم في واد.
(ومما) يدل على ان كلامكم وتكفيركم ليس بصواب أن الصلاة اعظم اركان الاسلام بعد الشهادتين ومع هذا ذكروا ان من صلاها رياء الناس ردها الله عليه ولم يقبلها منه بل يقول الله تعالى انا اغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا اشرك فيه غيري تركته وشركه ويقول له يوم القيمة اطلب ثوابك من الذي عملت لاجله فذكر ان ذلك يبطل العمل ولم يقولوا ان فاعل ذلك كافر حلال المال والدم بل من لم يكفره كما هو مذهبكم فيما اخف من ذلك بكثير وكذلك السجود الذي هو اعظم هيئات الصلاة الذي هو اعظم من النذر والدعاء وغيره فرقوا فيه وقالوا من سجد لشمس او قمر او كوكب او صنم كفر واما السجود لغير ما ذكر فلم يكفروا به بل عدوه في كبائر المحرمات ولكن حقيقة الامر انكم ماقلدتم اهل العلم ولا عباراتهم وانما عمدتكم مفهومكم واستنباطكم الذي تزعمون انه الحق من انكره انكر الضروريات واما استدلالاتكم بمشتبه العبارات فتلبيس ولكن المقصود انما نطلب منكم ان تبينوا لنا وللناس كلام ائمة اهل العلم بموافقة مذهبكم هذا وتنقلون كلامهم ازاحة للشبهة وان لم يكن عندكم الا القذف والشتم والرمي بالعزية والكفر فالله المستعان لأخر هذه الامة اسوة باولها الذين انزل الله عليهم لم يسلموا من ذلك.
(فصل)
ومما يدل على عدم صوابكم في تكفير من كفرتموه وان الدعاء النذر ليسا بكفر ينقل عن الملة وذلك ان النبي صلى الله عليه وسلم امر في الحديث الصحيح ان تدرء الحدود بالشبهات وقد روى الحاكم في صحيحة وابو عوانة