والهتنا وشفعاؤنا
عند رب الارباب واله الالهة فانعبدهم الاليقربونا الى الله زلفى فحينئذ نسال
حاحاتنا منهم ونعرض احوالنا عليهم ونصبوا في جميع امورنا اليهم فيشفعون الى الهنا
والههم وذلك لا يحصل الامن جهة الاستمداد بالروحانيات وذلك بالتضرع والابتهال من
الصلوات والزكات والذبائح القرابين والبخورات وهؤلاء كفروا بالاصلين الذين جاءت
بهما جميع الرسل احدهما عبادة الله وحده لا شريك له والكفر بما يعبد من دونه من
اله (والثاني) الايمان برسله وبما جاؤا به من عند الله تصديقا واقرارا وانقياداً (انتهى)
كلام بن القيم فانظر الى الوسائط المذكورة في العبارة كيف تحملونها على غير محملها
ولكن ليس هذا باعجب من حملكم كلام الله وكلام رسوله وكلام ائمة الاسلام على غير
المحمل الصحيح مع خرقكم الاجماع واعجب من هذا انكم تستدلون بهذه العبارة على خلاف
كلام من ذكرها ومن نقلها ترون بها صريح كلامهم في عين المسئلة وهل عملكم هذا الا
اتباع المتشابه وترك المحكم انقذنا الله واياكم من متابعة الاهوآء.
(واما) التبرك والمتمسح بالقبور واخذ
التراب منها والطواف بها فقد ذكره اهل العلم فبعضهم عده في المكروهات وبعضهم عده
في المحرمات ولم ينطق واحد منهم بان فاعل ذلك مرتد كما قلتم انتم بل تكفرون من لم
يكفر فاعل ذلك فالمسئالة مذكورة في كتاب الجنائز في فصل الدفن وزيارة الميت فان
اردت الوقوف على ماذكرت لك فطالع الفروع والاقناع وغيرهما من كتب الفقه (فان) قدحتم
فيمن صنف هذه الكتب فليس ذلك منكم بكثير ولكن ليكن معلوما عندكم ان هؤلاء لم يحكوا
مذهب انفسهم وانما حكوا مذهب احمد بن حنبل واحزابه من ائمة اهل الهدى الذين اجمعت
الامة على هدايتهم ودرايتهم فان ابيتم الا العناد وادعوتم المراتب العلية والاخذ
من الادلة من غير تقليد ائمة الهدى فقد تقدم ان هذا خرق للاجماع.