الماهية على لوازمها
، كتقدم الأربعة على الزوجية ، ويقابله اللحوق والتأخر بالماهية والتجوهر.
وتسمى هذه الأقسام الثلاثة ، أعني ما
بالطبع وما بالعلية ، وما بالتجوهر سبقا ولحوقا بالذات.
ومنها السبق بالحقيقة ، وهو أن يتلبس
السابق بمعنى من المعاني بالذات ، ويتلبس به اللاحق بالعرض ، كتلبس الماء بالجريان
حقيقة وبالذات ، وتلبس الميزاب به بالعرض ، ويقابله اللحوق بذاك المعنى ، وهذا
القسم مما زاده صدر المتألهين.
ومنها السبق والتقدم بالدهر ، وهو تقدم
العلة الموجبة على معلولها ، لكن لا من حيث إيجابها ، لوجود المعلول وإفاضتها له
كما في التقدم بالعلية ، بل من حيث انفكاك ، وجودها وانفصاله عن وجود المعلول ، وتقرر
عدم المعلول في مرتبة وجودها ، كتقدم نشأة التجرد العقلي على نشأة المادة ، ويقابله
اللحوق والتأخر الدهري.
وهذا القسم قد زاده السيد الداماد ، ره
، بناء على ما صوره من الحدوث والقدم الدهريين ، وسيجيء بيانه.
ومنها السبق والتقدم بالرتبة ، أعم من
أن يكون الترتيب بحسب الطبع ، أو بحسب الوضع والاعتبار ، فالأول كالأجناس والأنواع
المترتبة ، فإنك إن ابتدأت آخذا من جنس الأجناس ، كان سابقا متقدما على ما دونه ثم
الذي يليه ، وهكذا حتى ينتهي إلى النوع الأخير ، وإن ابتدأت آخذا من النوع الأخير
، كان الأمر في التقدم والتأخر بالعكس.
والثاني كالإمام والمأموم ، فإنك إن
اعتبرت المبدأ هو المحراب ، كان الإمام هو السابق على من يليه من المأمومين ، ثم
من يليه على من يليه ، وإن
__________________