ويكسوها إذا اكتسيت
، ولا تضرب الوجه ولا تقبّح ولا تهجر إلاّ في البيت».
أي لا تقول لها قبيحاً ولا تهجرها إذا
فعلت ما يوجب التقبيح والهجر إلاّ في البيت ، وهذا هو من مصاديق التكريم حتى إذا
أخطأت وفعلت ما يوجب الهجر من دون سبب من الزوج.
ثمّ إنّ الغفران هنا واجب على الزوج ;
لأنّه وارد في جواب السؤال عن حقّ الزوجة وفي سياق النفقة الواجبة ، فلاحظ.
المرأة الأُمّ
إنّ القرآن الكريم يوجب الإرضاع للولد
الذي ولدته أُمّه فصارت أُمّاً بذلك ، قال تعالى : (وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ
أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ)
، فإنّ جملة «يرضعن» ظاهرة في الإنشاء لا الإخبار ; لعدم تطابقه مع الواقع الخارجي
على نحو كلّي.
وقد يقال : إنّ الفقهاء حملوا إرضاع
الولد حولين كاملين على الاستحباب ; وذلك لأنّ الآية الكريمة في صدد بيان مدّة
الرضاع لمن أراد أن يتمّ الرضاعة ، لا لبيان أصل وجوب الإرضاع عليهن بالذات ، على
أنّ الحكم الإلزامي لا يعلّق على إرادة الإنسان.
وحينئذ يقال : إنّ الاستحباب إتمام
الرضاعة للحولين كما قالت الآية الكريمة ، فإن لم يكن هناك أدلّة على وجوب إرضاع
الاُمّ لولدها على نحو التعيين والتخصيص ، إلاّ أنّه يوجد واجب كفائي على كلّ من
يقدر على تغذية هذا المولود
__________________