الوجود واعتبارية
الماهية.
وإلى ما تقدم أشار المرحوم الملاّ هادي
السبزواري
في منظومته الفلسفية :
إن الوجود عندنا أصيل
|
|
دليل من خالفنا عليل
|
وعلى خلاف هذا الرأي ، ذهب آخرون إلى
أصالة الماهية واعتبارية الوجود وأُنشِدَ لهم :
إن الأصيل عندنا ماهية
|
|
دليل من خالفنا واهية
|
ولا نجد لزاماً بعد توضيح الفرق بين
الماهية والوجود ، لذكر الأدلّة على أصالةِ الوجود واعتبارية الماهية ، ومن هنا
ذهب البعض إلى بداهة المسألة وعدم الحاجة إلى إقامةِ البرهان عليها.
وإذا اتضح ما تقدم ، يظهر بجلاء إن الذي
له تحقق خارج حدود الذهن ليس إلا الوجود ، وأما الماهية فلا تحقق خارجي لها في
ذلك. وبعبارة أخرى : إن منشأ الآثار للإنسانِ ـ مثلاً ـ هو الوجود لا الماهية ، فالإنسان
حينما يأكل ويشرب ويتحرك ويفكر ... فإنما يقوم بكل ذلك بوجوده الخارجي لا
بماهيتهِ.
تجدر الإشارة إلى أن الفلاسفة المشّائين
ذهبوا إلى أصالة الوجود واعتبارية الماهية وفي طليعتهم «أبو علي ابن سينا» وقد
تبلور رأيهم وتعزّزت أركانه بقوة في عهد الملاّ صدرا حيث أقام عليه حججه الساطعة
وبراهينه القاطعة. وعلى
__________________