تلك الخيريّة .
وحينئذ نقول : كلّ من اتّصف بهذه
الاوصاف ، فيكون خير الاُمّة ، ونحن أيضاً نقتدي بهم ، وتعالوا أثبتوا لنا مَن
المتصف بهذه الصفات لنقتدي به ، فيكون البحث حينئذ صغروياً ، ويكون البحث في
المصداق ، ولا نزاع في الكبرى ، أي لا يوجد أي نزاع فيها.
الاية
الثانية : قوله تعالى : (وَكَذَلِكَ
جَعَلْنَاكُمْ أُمّةً وَسَطاً)
.
هذه الاية مفادها ـ كما في كثير من
تفاسير الفريقين
ـ أنّ الله سبحانه وتعالى جعل الاُمّة الاسلاميّة أُمّة وسطاً بين اليهود والنصارى
، أو وسطاً بمعنى عدلاً بين الافراط والتفريط في الاُمور ، فالاية المباركة تلحظ
الاُمّة بما هي أُمّة ، وليس المقصود فيها أنْ يكون كلّ واحد من أفرادها موصوفاً
بالعدالة ، لانّ واقع الامر ، ولانّ الموجود في الخارج ، يكذّب هذا المعنى ، ومن
الذي يلتزم بأنّ كلّ فرد فرد من أفراد الصحابة كان (خير أُمّة أُخرجت
للناس)
(كذلك جعلناكم أُمّةً وسطاً) أي عدلاً ، ومن يلتزم بهذا؟
__________________