اعلم أنّه يجب
الرّضاء والتسليم على القضاء محبوبا كان أثره أو مكروها ، لأنّ القضاء صفة الرّب
تعالى ، ويجب الرّضاء والتسليم على صفته سواء كان القضاء قضاء الكفر والعصيان أو
قضاء التوحيد والطاعة. فأمّا الرّضاء بالمقضي الذي هو أثر القضاء فإنّما يجب
الرّضاء به إذا كان محبوبا كالتوحيد والطاعة دون ما هو مكروه كالكفر والعصيان ،
ومع هذا لا ينبغي وصف القضاء بالسّوء إلاّ أن يراد به المقضي ، ومنه قوله عليهالسلام : «أعوذ بك من سوء القضاء» ، كذا في بحر المعاني في تفسير قوله تعالى : (الَّذِينَ
إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ) . وفي شرح الطوالع : الرّضاء من العباد عند الأشاعرة ترك الاعتراض والرّضاء من
الله تعالى إرادة الثواب انتهى. وعند أهل السلوك الرّضاء هو التلذّذ بالبلوى ، كذا
في مجمع السلوك. وفي أسرار الفاتحة : الرّضا هو الخروج من رضى النّفس والدّخول في
رضى الحقّ .
الرّضاع
: [في الانكليزية] Breast ـ feeding ـ [في الفرنسية] Allaitement
بكسر الراء وفتحها
وبالضاد المعجمة مصدر رضع يرضع كسمع يسمع. ولأهل النجد رضع يرضع رضعا كضرب يضرب
ضربا. وهو لغة شرب اللّبن من الضّرع أو الثّدي كما في المقالس . وشريعة شرب الطّفل حقيقة أو حكما للبن خالص أو مختلط غالبا من آدمية في وقت
مخصوص ، وذلك الوقت عند أبي حنيفة حولان ونصف ، وعندهما حولان فقط. ولا يباح
الإرضاع بعد الوقت المخصوص هكذا في جامع الرموز والدّرر.
رطوبات
البدن : [في الانكليزية] Body humidity ـ [في
الفرنسية] Humidites du corps
منها أوّلية ومنها
ثانوية. فالأولى الأخلاط كما في شرح القانونچة. وفي بحر الجواهر فالأولى هي
الأخلاط المحمودة ، والثانية قسمان : فضول وهي الأخلاط المذمومة وغير فضول وهي
أربعة أصناف. الأولى المحصورة في تجاويف أطراف العروق الشّعرية السّاقية للأعضاء.
والثانية المنبثّة في العروق الصغار المجاورة للأعضاء الأصلية بمنزلة الطّلّ ، وهي
مستعدّة لأن تستحيل غذاء عند فقدان البدن الغذاء ، ولأن تبلّها إذا جفّفها سبب من حركة
وغيرها. والثالثة القريبة العهد بالانعقاد المستحيل إلى جوهر الأعضاء بالمزاج
والشّبه لا بالقوام التام. والرابعة الرطوبة المداخلة للأعضاء الأصلية منذ ابتداء
الخلقة الحافظة لاتصال أجزائها ، وتقال لهذه الرطوبات رطوبات أصلية.
رطوبات
العين : [في الانكليزية] Eye humidity ـ [في
الفرنسية] Humidites de l\'oeil
منها الرّطوبة
الزّجاجية وهي رطوبة صافية غليظة القوام بيضاء تضرب إلى قليل حمرة مثل الزجاج
الذائب ، ولذا سمّيت بالزّجاجية. ومنها الرّطوبة الجليدية وهي رطوبة وسطية من
رطوبات العين ، سمّيت بها لجمودها وصفائها. ومنها الرّطوبة البيضية وهي رطوبة
شبيهة ببياض البيض لونا وقواما ، ولذا سمّيت بها ، وتفاصيلها تطلب من كتب علم
التشريح.
__________________