مصطلح أهل الأصول والمناظرة وهو أن يكون اللفظ مترددا بين أمرين أحدهما ممنوع فيمنعه إمّا مع السكون عن الآخر لأنه لا يضرّه ، أو مع التعرّض لتسليمه وهذا السؤال يجري في الأصل وجميع المقدمات القابلة للمنع. ومنع قوم قبول هذا السؤال والمختار قبوله ، كذا في العضدي. وقد يطلق عندهم أيضا على السير كما سيأتي. ومنها ما هو مصطلح أهل البديع فإنهم يطلقونه على معان. الأول ذكر متعدّد ثم إضافة ما لكلّ إليه على التعيين. وبهذا القيد الأخير يخرج عنه اللّفّ والنّشر ، وقد أهمله السّكاكي فتوهّم البعض أنّ التقسيم عنده أعمّ من اللّف والنّشر ، والحقّ أن يقال إنّ ذكر الإضافة مغن عن هذا القيد ، إذ ليس في اللّف والنّشر إضافة ما لكل إليه ، بل يذكر فيه ما لكل حتى يضيفه السامع إليه ويردّه عليه ، فليتأمّل ، فإنه دقيق كقول الشاعر :
ولا يقيم على ضيم يراد به |
|
إلا الأذلاّن عير الحيّ والوتد |
هذا على الخسف مربوط برمّته |
|
وذا يشجّ فلا يرثي له أحد |
أي لا يقيم أحد على ضيم أي ظلم يراد ذلك الظلم بذلك الأحد إلاّ الأذلاّن أحدهما الحمار الوحشي والأهلي والآخر الوتد ، هذا أي غير الحي على الخسف أي الذلّ مربوط برمّته أي بقطعة حبل بالية وذا أي الوتد يشجّ أي يدقّ ويشقّ رأسه فلا يرثي أي لا يرقّ ولا يرحم له أحد. ذكر العير والوتد ثم أضاف إلى الأول الربط مع الخسف وإلى الثاني الشّجّ على التعيين. والثاني أن يذكر أحوال الشيء مضافا إلى كل من تلك الأحوال ما يليق به كقولك : لقيت قوما ثقالا على الأعداء إذا حاربوا خفافا إذا دعوا إلى كفاية مهم. والثالث استيفاء أقسام الشيء الموجودة لا الممكنة عقلا كما في الاتقان ، وترك قيد الموجود صاحب التلخيص حيث قال : هو استيفاء أقسام الشيء كقوله تعالى (يَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ إِناثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْراناً وَإِناثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشاءُ عَقِيماً) (١) فإنّ الإنسان إما أن يكون له ولد أو لا ، وإذا كان فإما أن يكون ذكرا أو أنثى أو ذكرا وأنثى. وقد استوفى جميع أقسام الشيء وذكرها كذا في المطول. والرابع ما وقع في جامع الصنائع قال : التقسيم : هو قسمة العرض إلى ثلاثة أنواع : عالي وخلط ، ونكس. فالعالي هو المحافظة على الترتيب في العدد ، فمثال العدد :
لقد غار من كرمك وكنزك وقلبك |
|
أولا السحاب ثانيا المعدن ثالثا البحر |
ومثال دون ذكر العدد :
بسبب ذلك لا يختلط سالفك ووجهك |
|
حتى أرى الليل والنهار بوضوح |
وأما الخلط فهو أن يراعي الترتيب ثم يأتي به مخلوطا. ومثاله :
إن قامتك ووجنتك وشعرك كل واحد منها في الحسن |
|
كالشمس والمسك والسّرو بكل صدق |
وأما النّكس هو أن يأتي بالموصوفات على ترتيب معيّن ثم يورد أوصافها على العكس من ذلك. ومثاله :
إن قامتك وشعرك ووجهك لا تختلط |
|
كما القمر والمسك والسّرو البستاني (٢) |
انتهى.
__________________
(١) الشورى / ٤٩ ـ ٥٠.
(٢) تقسيم آنست كه عرض را به چند قسم كند واين بر سه نوع است : والا وخلط ونكس والا آنست كه ترتيب را نگاهدارد در عدد وغير او مثال عدد.
ز بذل وگنج ودل تو همين برد غيرت |
|
يكى سحاب دوم معدن وسيوم دريا |