الفرع مقيسا عليه ومردودا إليه وذلك هو البرّ في هذا المثال.
وعند المتكلّمين هو الدليل الدّالّ على الحكم المنصوص عليه من نصّ أو إجماع كقوله عليهالسلام : «الحنطة بالحنطة مثلا بمثل» (١) في هذا المثال لأنّ الأصل ما يتفرّع عليه غيره ، والحكم المنصوص عليه متفرّع على النص ، فكأنّ النصّ هو الأصل.
وذهب طائفة إلى أنّ الأصل هو الحكم في المحل المنصوص عليه لأنّ الأصل ما ابتنى عليه غيره فكان العلم به موصلا إلى العلم أو الظنّ بغيره ، وهذه الخاصية موجودة في الحكم لا في المحل لأن حكم الفرع لا يتفرّع على المحل ، ولا في النص والإجماع إذ لو تصوّر العلم بالحكم في المحل دونهما بدليل عقلي أو ضرورة أمكن القياس فلم يكن النص أصلا للقياس أيضا ؛ وهذا النزاع لفظي لإمكان إطلاق الأصل على كلّ واحد منها لبناء حكم الفرع على الحكم في المحل المنصوص عليه وعلى المحل وعلى النص ، لأن كلّ واحد أصله ، وأصل الأصل أصل ، لكن الأشبه أن يكون الأصل هو المحل كما هو مذهب الجمهور ، لأن الأصل يطلق على ما يبتني عليه غيره وعلى ما يفتقر إليه غيره ، ويستقيم إطلاقه على المحل بالمعنيين. أمّا بالمعنى الأول فلما قلنا ، وأمّا بالمعنى الثاني فلافتقار الحكم ودليله إلى المحلّ ، ضرورة من غير عكس ، لأن المحل غير مفتقر إلى الحكم ولا إلى دليله ، ولأن المطلوب في باب القياس بيان الأصل الذي يقابل الفرع في التركيب القياسي ، ولا شك أنه بهذا الاعتبار هو المحل. وأما الفرع فهو المحل المشبّه عند الأكثر كالأرزّ في المثال المذكور.
وعند الباقين هو الحكم الثابت فيه بالقياس كتحريم البيع بجنسه متفاضلا وهذا أولى لأنه الذي يبتني على الغير ويفتقر إليه دون المحل ، إلاّ أنهم لمّا سمّوا المحل المشبّه به أصلا سمّوا المحلّ الآخر المشبّه فرعا ، كذا في بعض شرح الحسامي (٢).
أصلي : [في الانكليزية] The original Arabic ـ [في الفرنسية] La langue arabe originelle
نوع من أنواع اللّغة ، وهو اللفظ المستعمل عند سبع أقوام من العرب سكان البادية الذين يقال لهم : الأعراب والعرب العرباء والعرب العاربة. وقد استنبطت علوم الأدب والنحو العربي من كلام هؤلاء الأعراب ؛ واللغات السّبع المشهورة بالفصاحة هي : لغة قريش وعليا هوازن وأهل اليمن وثقيف وهذيل وبني تميم (٣) ، كذا ذكر في شرح نصاب الصبيان (٤). وعلى هذا
__________________
(١) (الحنطة بالحنطة مثلا بمثل) هذا جزء من حديث ، أخرجه مسلم ، ٣ / ١٢١١ ، عن أبي هريرة ، كتاب المساقاة (٢٢) ، باب الصرف وبيع الذهب بالورق نقدا (١٥) ، حديث رقم ٧٩ / ١٥٧٦ ، وتمامه : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «التمر بالتمر ، والحنطة بالحنطة ، والشعير بالشعير ، والملح بالملح ؛ مثلا بمثل ، يدا بيد. فمن زاد أو استزاد فقد أربى إلاّ ما اختلفت ألوانه».
(٢) شرح الحسامي أو شرح المنتخب الحسامي أو التحقيق في شرح المنتخب في أصول المذهب لعبد العزيز بن أحمد بن محمد علاء الدين البخاري (ـ ٧٣٠ هـ). وهو شرح على مختصر حسام الدين محمد بن عمر الأخسيكثي في أصول الفقه. لكنا و ١٢٩٢ هـ ، ٣٧٢ ص. معجم المؤلّفين ٥ / ٢٤٢. معجم المطبوعات العربية ٥٣٨.
(٣) نوعي است از انواع لغت وآن لفظي است مستعمل نزد هفت طائفه مخصوصه مشهوره از مردم بيابانى كه ايشان را اعراب وعرب عرباء وعرب عاربه نيز گويند وعلوم ادبيه وقواعد عربيه علماى عرب از كلام اين قوم ولغت اين گروه استنباط كرده اند. وهفت لغت در عرب مشهور است بفصاحت وآن هفت لغت قريش وعليا هوازن واهل يمن وثقيف وهذيل وبني تميم.
(٤) شرح نصاب الصبيان ويعرف برياض الفتيان (فارسي) لكمال بن جمال بن حسام الهروي وهو شرح لنصاب الصبيان في اللغة (نظم من مائتي بيت) لأبي نصر مسعود بن أبي بكر بن حسين السنجري الفراهي (ـ ٦٤٠ هـ) وعلى النصاب تعليق للشريف الجرجاني (ـ ٨١٦ هـ). كشف الظنون ٢ / ١٩٥٤.