وكتب إليه المِسْوَر بن مخرمة :
[ص٢٠٢] : إيّاك أن تغترّ بكتب أهل العراق ... إيّاك أن تبرحَ الحرمَ ، فإنّهم إن كانت لهم بك حاجة فسيضربون إليك آباط الإبل حتّى يوافوك فتخرج في قوّة وعدة (١).
ويبدو أنّ المِسْوَر كان يعرف السبب الأساس لتوجّه الحسين (عليه السّلام) وخروجه ، وهذا يدلّ على مزيد من الارتباط والتداخل مع قضيّة الحسين (عليه السّلام) ، لكنّه ـ لجهله بمقام إمامة الحسين (عليه السّلام) ـ يتصدّى بهذه اللهجة لتحذيره.
ولعدم وجود سوء نيّة عنده يذكر خيانة أهل العراق ، ويقترح على الحسين (عليه السّلام) مخرجاً من التكليف ، وهو أن يترك العراقيّين ليقدموا بأنفسهم إلى الخروج إلى الحسين (عليه السّلام) ، وهذه نصيحة مشفق ، متفهّم لجوانب من الحقيقة وإن خفي عليه لبّها وجوهرها ، ولذلك نجد أن الحسين (عليه السّلام) كان ليّناً في جوابه ، فجزّاه خيراً وقال : «أستخير الله في ذلك» (٢).
____________________
(١) و (٢) مختصر تاريخ دمشق ـ لابن منظور ٧ / ١٤٠.