مِخصاب!!! فهل يكون لها مِن نعمة التعقيم أنْ تُخصب مُبايعة تمشي مع الصُّبح إلى صباح؟!!!
ما توقَّف الحسين إلاَّ عندما لمح دمعتين تنزلان بصمت على خدَّي أخيه ، وهو غائب بذهول ، فهزَّه مِن كتفيه وهو يقول :
الحسين : ـ مُنذ مُدَّة طويلة أوقفنا عيوننا عن البُكاء ، وتركنا الحُزن إلى استثمار آخر يُهيِّئنا إلى إنتاج ، ألا تتأثَّر بي يا أخي وتشرب دمعك؟!
محمد : ـ صدقت ، إنَّ البُكاء للأطفال ـ ولكنْ ـ قبل أنْ اطلب إليك أنْ تتمادى بعد ، أُحبُّ أنْ أُذكِّرك بأنَّك وعدتني بنصِّ الكتاب الذي وجَّهته إلى رؤساء الأخماس في البصرة ، أظنُّه في حوزتك.
الحسين : ـ لقد تهتُ عنه! هاكه : «فإنَّ الله اصطفى محمداً على خلقه ، وأكرمه بنبوَّته ، واختاره لرسالته ، ثمَّ قبضه الله إليه ، وقد نصح لعباده ، وأبلغ ما أُرسل له ، وكنَّا أهله وأولياءه ، وأوصيائه وورثته ، وأحقَّ الناس بمقامه في الناس ، فاستأثر علينا قومنا ، فأفضينا كراهيَّة لفرقة ، ومَحبَّة للعافية ، ونحن نعلم أنَّا أحقُّ بذلك الحَقِّ المُستحقِّ علينا مَمَّن تولُّوه ، وقد بعثت برسولي إليكم بهذا الكتاب ، وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسُنَّة نبيِّه ، فإنَّ السُّنَّة قد أُميتت ، وإنَّ البِدعة قد أُحييت ، فإنْ تُجيبوا دعوتي وتطيعوا أمري أهدكم سُبل الرَّشاد».
هذا هو نصُّ الكتاب إلى رؤساء الأخماس ، فماذا ترى فيه؟
محمد : ـ أرى أنَّك قصدت تفتيح عيونهم لرؤية الحَقِّ والتزود منه ، حتَّى تتمكَّن أنت مِن إهدائهم إلى سُبل الرَّشاد.
الحسين : ـ صحيح هذا ، إنَّه قصدي ، فأنا لا أطلبهم إلى مُبايعة أكثر مِمَّا