عليها ، ولدت فاطمة (عليها السّلام) في جمادى الآخرة وعمر النبي (صلّى الله عليه وآله) آنذاك خمس وثلاثين سنة.
نشأت في حجر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتربّت في كنفه ، وزوّجها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السّلام). ويروى أنها بكت يوم زواجها ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : «ما لكِ تبكين يا فاطمة ، فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأوّلهم سلماً؟!». فولدت له الحسن والحسين وزينب الكبرى واُمّ كلثوم ومحسن السقط (عليهم السّلام).
وقد انقطع نسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ من فاطمة ، وكان النبي (صلّى الله عليه وآله) ينوّه على المنبر بفضلها وشرفها وحبّه لها ، وكان يقول : «فاطمة بضعة منّي ، يؤذيني ما يؤذيها ، ويريبني ما يريبها. يرضى الله لرضا فاطمة ، ويغضب لغضبها».
توفّيت سيدة النساء فاطمة (عليها السّلام) بعد أبيها بخمسة وتسعين يوماً ، واُلحدت ليلاً بوصية منها ، ودفنها عند قبر أبيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، واليوم يقال لموضع قبرها : بيت فاطمة ، فقال علي (عليه السّلام) يرثيها :
[ها] قد قبرتُك وانصرفتُ مودّعاً |
|
بأبي ونفسي جسمكِ المقبورُ |
أَمّا القُبورُ فَإِنَّهُنَّ أَوانِسٌ |
|
بِجُوارِ قَبرِكَ وَالدِيارُ قُبورُ |
نشأت هذه الكريمة في حضن النبوة ، ودرجت في بيت الرسالة ، ورضعت لبان الوحي من ثدي بضعة النبي (صلّى الله عليه وآله) الزهراء البتول (عليها السّلام) ، وغذيت بغذاء الكرامة من كفِّ والدها ابن عمِّ الرسول (صلّى الله عليه وآله) ؛