المتأخّرون وأثبتوا
ذلك في مؤلفاتهم ، وهذا المقريزي
لم يذكر لزينب الكبرى مشهداً في مصر ، وجلّ قوله في ما كان يعمل في يوم عاشوراء من
سنة ثلاث وستين وثلاثمئة ، قال : انصرف خلق من الشيعة وأشياعهم إلى المشهدين ؛ قبر
اُمِّ كلثوم ونفيسة ، ومعهم جماعة من فرسان المغاربة ورجالاتهم بالنياحة والبكاء
على الحسين (عليه السّلام) ... إلخ.
وعند ذكره للشيعة ، وقد كانت مصر لا تخلو منهم في أيام
الإخشيدية والكافورية في يوم عاشوراء عند قبر اُمّ كلثوم وقبر نفيسة ... إلخ ، ذكر
واقعة الطفِّ ومقتل الحسين في نفس المصدر ، ويذكر زينب الكبرى ومواقفها يوم
عاشوراء.
فالحقيقة هي أنّ المشهد الذي في مصر هو
مشهد اُمّ كلثوم بنت علي (عليه السّلام) ، والمشهد الذي بالشام هو مشهد زينب
الكبرى ، وقد تسلمته الشيعة عن بعيد ، وجيلاً عن جيل ، إذاً لا يرتاب أحد في ذلك
أبداً.
وهذا الحجة الأكبر وإمام عصره سيدنا
السيد عبد الحسين شرف الدين ، فإنّ رأيه الصواب ، وقوله الفصل يرى أنّ هذا هو مشهد
العقيلة زينب الكبرى ، وله مقالة مسهبة بمناسبة وصول الضريح الأثري الذي تبرّع به
المرحوم محمّد حبيب الباكستاني ، ونصب
__________________