وأيّكم شَرٌّ
مَكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً.
يزيد ، ولئن جرّت عليّ الدواهي مخاطبتك ، إني لاستصغر قدرك ، واستعظم تقريعك ،
واستكثر توبيخك ، لكن العيون عبرى ، والصدور حرى. ألا فالعجب كلّ العجب لقتل حزب
الله النجباء بحزب الشيطان الطلقاء! فهذه الأيدي تنطف من دمائنا ، والأفواه تتحلب من لحومنا ، وتلك الجثث الطواهر الزواكي تنتابها
العواسل
، وتعفرها اُمّهات الفراعل .
ولئن اتّخذتنا مغنماً لتجدنا وشيكاً
مغرماً ، حين لا تجد إلاّ ما قدمت يداك ، (وما ربّك بظلاّمٍ للعبيدِ) ، وإلى الله المشتكى ، وعليه المعوّل.
فكد كيدك ، واسعَ سعيك ، وناصب جهدك ، فوالله لا تمحو ذكرنا ، ولا تميت وحينا ، ولا
تدرك أمدنا ، ولا ترحض عنك عارها ، وهل رأيك إلاّ فند ، وأيامك إلاّ عدد ، وجمعك إلاّ بدد ، يوم
ينادي المنادي ألا لعنة الله على الظالمين.
فالحمد لله ربِّ العالمين الذي ختم
لأوّلنا بالسعادة والمغفرة ، ولآخرنا بالشهادة
__________________