قد قتلنا الفخر من ساداتهمْ |
|
وعدلنا ميلَ بدرٍ فاعتدلْ |
وأخذنا من عليٍّ ثأرنا |
|
وقتلنا الفارس الشهم البطلْ (١) |
فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب (عليه السّلام) ، واُمّها فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقالت : الحمد لله ربِّ العالمين ، وصلّى الله على رسوله محمّد وآله أجمعين. صدق الله سبحانه حيث يقول : (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوءَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون).
أظننت يا يزيد ، حيث أخذت علينا أقطار الأرض ، وآفاق السماء ، فأصبحنا نُساق كما تُساق الإماء ، أنّ بنا على الله هواناً ، وبك عليه كرامة ، وأنّ ذلك لعظم خطرك عنده ، فشمخت بأنفك ، ونظرت في عطفك ، تضرب أصدريك فرحاً ، وتنفض مذوريك مرحاً (٢) جذلان مسروراً ، حين رأيت الدنيا لك مستوسقة (٣) ، والاُمور متّسقة ، وحين صفا لك ملكنا وسلطاننا؟!
فمهلاً مهلاً (٤) ، لا تطش جهلاً ، أنسيت قول الله تعالى : (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا
__________________
(١) ذكر ابن هاشم في سيرته قصيدة ابن الزبعري بكاملها.
(٢) تضرب أصدريك : أي منكبيك ، وتنفض مذوريك : المذوران جانبا الأليتين ، ولاواحد لهما ، وقيل هما طرفا كل شيء ، كما يقال : جاء فلان ينفض مذوريه ، إذا جاء باغيا يتهدد ، وكذلك ، اذا جاء فارغا من غير شغل.
(٣) مستوسقة : أي مجتمعة ، ومتسقة أي منتظمة.
(٤) يقال : مهلا للرجل ، وكذا للانثى والجمع بمعنى امهل.