أنا أبو سعيد ، أنا أبو العباس ، أنا الربيع ، أنا الشافعي [قال (١)] «قال الله (تبارك وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً ٧٣ ـ ٤) ، فأقلّ الترتيل : ترك العجلة فى القران عن الإبانة. وكلما (٢) زاد على أقل الإبانة فى القران ، كان أحبّ إلىّ : ما لم يبلغ أن تكون الزيادة فيه تمطيطا».
* * *
قرأت فى كتاب «المختصر الكبير» ـ فيما رواه أبو إبراهيم المزنىّ ، عن الشافعي (رحمه الله) أنه قال ، أنزل الله عز وجل على رسوله (صلى الله عليه وسلم) فرض القبلة بمكة ، فكان يصلى فى ناحية يستقبل منها البيت [الحرام] ، وبيت المقدس ، فلما هاجر إلى المدينة ، استقبل بيت المقدس ، موليا عن البيت الحرام ؛ سنة عشر شهرا ـ : وهو يحب : لو قضى الله إليه باستقبال البيت الحرام. لأن فيه مقام أبيه إبراهيم ، وإسماعيل ؛ وهو : المثابة للناس والأمن ، وإليه الحج ؛ وهو : المأمور به : أن يطهر للطائفين ، والعاكفين ، والركّع السجود. مع كراهية رسول الله صلى الله عليه وسلم لما وافق اليهود فقال لجبريل عليه السلام : «لوددت أن ربى صرفنى عن قبلة اليهود إلى غيرها» ؛ فأنزل الله عز وجل : (وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ. فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ : ٢ ـ ١١٥). ـ يعنى (والله أعلم) ، فثمّ الوجه الذي وجّهكم الله إليه (٣) فقال جبريل عليه السلام للنبى (صلى الله عليه وسلم) «يا محمد أنا عبد مأمور
__________________
(١) الزيادة للايضاح.
(٢) كذا بالأم [ج ١ ص ٩٥] وفى الأصل «وكل ما» وهو خطأ واضح إلا أن تكون «كلما» من الكلمات التي يصح كتابتها متفرقة ، مثل «حيثما» ، و «كيفما»
(٣) انظر السنن الكبرى للبيهقى [ج ٢ ص ١٣] وما رواه عن مجاهد فى تفسير ذلك