(أنا) أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو العباس ، أنا الربيع ، قال : قال الشافعي (رحمه الله) : «قال الله تبارك وتعالى : (وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثابَةً لِلنَّاسِ ، وَأَمْناً (١) ؛ إلى [قوله] (٢) : وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ : ٢ ـ ١٢٥).»
«قال الشافعي : المثابة ـ فى كلاب العرب ـ : الموضع : يثوب الناس إليه ، ويؤوبون : يعودون إليه بعد الذّهاب عنه (٣). وقد يقال : ثاب إليه : اجتمع إليه ؛ فالمثابة تجمع الاجتماع ؛ ويؤوبون : يجتمعون إليه : راجعين بعد ذهابهم عنه ، ومبتدئين. قال ورقة بن نوفل (٤) ، يذكر البيت :
مثابا لأفناء القبائل كلّها |
|
تخبّ إليه اليعملات (٥) الذّوابل (٦) |
وقال خداش بن زهير [النّصريّ] :
فما برحت بكر تثوب وتدّعى |
|
ويلحق (٧) منهم أوّلون فآخر (٨)» |
__________________
(١) تمام المتروك : (وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقامِ إِبْراهِيمَ مُصَلًّى ؛ وَعَهِدْنا إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ : أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعاكِفِينَ).
(٢) الزيادة عن الأم.
(٣) فى الأم : «منه».
(٤) كذا بالأصل والأم ، وتفاسير الطبري (ج ١ ص ٤٢٠) والطبرسي الشيعي (ج ١ ص ٢٠٢) وأبى حيان (ج ١ ص ٣٨٠) والقرطبي (ج ٢ ص ١١٠) والشوكانى (ج ١ ص ١١٨). وروى فى اللسان والتاج (مادة : ثوب) عن الشافعي : منسوبا لأبى طالب.
والذي تطمئن إليه النفس أن البيت لورقة ؛ ويؤكد ذلك خلو ديوان أبى طالب (المطبوع (بالنجف سنة ١٣٥٦ ه) منه.
(٥) جمع يعملة ، وهى : الناقة السريعة.
(٦) كذا بالأصل وتفسير الشوكانى ، وفى الأم واللسان والقرطبي : «الذوامل» ، وفى التاج : «الزوامل» ، وفى تفاسير الطبري والطبرسي وأبى حيان : «الطلائح» ، والكل صحيح المعنى.
(٧) كذا بالأم ، وفى الأصل : «وتلحق».
(٨) وفى الأم : «وآخر».