قائمة الکتاب
فقه الروايات
٨٤
إعدادات
بكاء الرسول على الإمام الحسين عليه السلام
بكاء الرسول على الإمام الحسين عليه السلام
تحمیل
فمن كان يؤمن بالله ويرجو الثواب يوم المعاد فليبك على الحسين كما بكى الرسول (صلى الله عليه وآله) عليه مراراً ، وليحزن عليه كما حزن الرسول (صلى الله عليه وآله) عليه تكراراً ، وليتغيّر لونه كما تغيّر لون الرسول عليه كثيراً ، ولينكسف باله كما انكسف بال الرسول عليه تعداداً.
وهذا هو مقتضى قوله تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (١). وقال تعالى : (إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٢).
ومتابعة لقول الحجة من آل محمد (صلى الله عليه وعليهم أجمعين) : « فلأندبنّك صباحاً ومساءً ، ولأبكينَّ عليك بدل الدموع دماً » ، ونحن نقول : أبا عبدالله « إن لم يجبك بدني عند استغاثتك ولساني عند استنصارك ، فقد أجابك قلبي وسمعي وبصري ، لبيك أبا عبدالله ».
فقول البعض : (لا نقبل أن نجعل شهر محرم شهر أحزان) قول يخالف فعل وقول الرسول (صلى الله عليه وآله) وبكاءه وحزنه على الحسين مراراً وتكراراً في موارد مختلفة وأزمنة متعددة ، منها يوم عاشوراء كما عن ابن عباس في الأثر الصحيح.
فإذا كان عبدالله بن عمر بن الخطاب يقتدي به (صلى الله عليه وآله) حتى في موضع قضاء الحاجة ، ويسعى في أن يقع خف بعيره في الموضع الذي وقع فيه خف بعير رسول الله (صلى الله عليه وآله) ، فالاقتداء به في البكاء على الحسين (عليه السلام) والحزن عليه أولى وأهم وأصدق.
فعن ابن سيرين قال : كنت مع ابن عمر بعرفات فلما كان حين راح رحت معه حتى أتى الإمام فصلى معه الأُولى والعصر ، ثم وقفت معه أنا وأصحاب لي ،
__________________
(١) الأحزاب : ٢١.
(٢) آل عمران : ٣١.