فقه الروايات
حاصل الروايات :
والمُتحَصَّل
من كل هذه الروايات : أن بكاءه (صلى
الله عليه وآله) على سبطه الحسين (عليه السلام) ، ومجيء جبرئيل (عليه السلام) أو
غيره من الملائكة بقبضة من تراب كربلاء ، لم يكن في زمان ومكان واحد ، وإنما كان
ذلك في أزمنة مختلفة وأماكن متعددة وأُناس مختلفين.
فالنبي المصطفى (صلى الله عليه وآله) أقام
المأتم
، وبكى على الحسين في يوم ولادته ، وعند حضانته ، وحينما أخذ يحبو ، وحينما كَبُرَ
، وفي يوم مقتله. وتارة كان هذا البكاء في بيت أُم سلمة ، وأُخرى في بيت عائشة ، وثالثة
في بيت زينب بنت جحش ، ومرة جبرائيل هو الذي يخبره بذلك ، وأُخرى ملك المطر ، وثالثة
غيرهما من الملائكة المقربين.
من كل ذلك يعلم مدى اهتمام السماء
والنبي المصطفى بمقتل الحسين (عليه السلام) ، وأنّ له خصوصية زائدة على غيره من الشهداء
والصحابة الأخيار ، إذ لا نجد في الروايات بكاءه المستمر والمتكرر والمتعدد على
أحد من أصحابه كما هو الشأن في الحسين (عليه السلام) ، فلقد أُخبر عن مقتل عدة من
أصحابه ولم يبك عليهم وقت الإخبار ، كما لم يتكرر إخباره بذلك ويتعدد.
نعم أخبر (صلى الله عليه وآله) بمقتل
وشهادة الامام علي (عليه السلام) بشكل متكرر وقال : أن قاتله
__________________