والحَرْبُ لا يَبْقى لجا |
|
حِمِها التخيُّل والمِرَاح (١) |
ويقالُ : اصْطَلَى بجاحِمِ الحَرْبِ ، وهو مجازٌ ، وقالَ :
حتى إذا ذاقَ منها جاحِماً بَرَدا (٢)
أَي فَتَرَ وسَكَنَتْ حَفِيظَتُه.
والجُحامُ ، كغُرابٍ : داءٌ في العينِ يُصِيبُ الإنْسانَ فتَرِم ، أَو في رُؤُوسِ الكلابِ فيُكْوَى منه بين عَيْنَيْها. وفي الحَدِيْث : كان لمَيْمُونَةَ كلْبٌ يقالُ له مِسْمار فأَخَذَه داءٌ يقالُ له الجُحامُ ، فقالت : وارَحْمتا لمِسْمارِ ، يعْنِي كلْبَها.
والجَحَّامُ ، كشَدَّادٍ : البَخِيلُ ، مأْخُوذٌ مِن جاحِمِ الحَرْب وهو ضِيْقُها وشدَّتُها.
والجُحَمُ ، كصُرَدٍ : طائِرٌ.
والجُحُمُ كعُنُقٍ : القَليلُ (٣) الحَياءِ ، عن ابنِ الأعْرَابيِّ.
وجَحَّمَنِي بعَيْنِهِ ، وفي الصِّحاحِ : بعَيْنَيْه ، تَجْحيماً أَي اسْتَثْبَتَ في نَظَرِهِ لا تَطْرِفُ عَيْنُه ، قالَ :
كأَنَّ عينيه إذا ما جَحَّما |
|
عينا أَتانٍ تَبْتَغِي أَنْ تُرْطَما (٤) |
أَو أَحَدَّ النَّظَرَ إليَّ ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ ، وعَيْنٌ جاحِمَةٌ : أَي شاخِصَةٌ.
والأَجْحَمُ مِن الناسِ : الشَّديدُ حُمْرَةِ العَيْنَيْنِ مع سعَتِهما ، وهي جَحْماءُ ، ج جُحُمٌ وجَحْمَى ، ككُتُبٍ وسَكْرَى ، كِلاهُما جَمْعان للجَحْماء.
والجَوْحَمُ : الوَرْدُ الأحْمر ، والأَعْرفُ الحَوْجَمُ بتقْدِيمِ الحاءِ ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه.
وأَجْحَمُ بنُ دَنْدَنَةَ الخُزاعيُّ ، وفي بعضِ الأُصُولِ : زَنْدَيةَ ، أَحَدُ رَجَّالاتِهِم وهو زَوْجُ بنت هشامِ بنِ عبْدِ مَنَاف. وتَجَحَّمَ (٥) تَجَحُّماً : تَحَرَّقَ حِرْصاً وبُخْلاً ، مَأْخُوذٌ مِن جاحِمِ الحَرْبِ.
وتَجَحَّمَ أَيْضاً : تَضايَقَ ، وهو أَيْضاً مِن جاحِمِ الحَرْب.
والجَحْمَةُ : العَيْنُ بلُغَةِ حِمْيَر ويُنْشِدُ :
أَيا جَحْمَتا بَكِّي على أُمِّ عامِرٍ |
|
أَكِيلةِ قِلَّوْبٍ بإِحْدَى المَذانِبِ (٦) |
هكذا في الصِّحاحِ.
وقالَ ابنُ بَرِّي : وصوابُه بمَا قَبْله وما بعْدَه :
أُتِيحَ لها القِلَّوْبُ من أَرْض قَرْقَرى |
|
وقد يَجْلِبُ الشَّرَّ البَعِيدَ الجَوالِبُ |
فيا جَحْمَتي بَكِّي على أُمِّ مالِكٍ |
|
أَكِيلةِ قِلِّيبٍ ببعضِ المَذانِبِ |
فلم يُبْقِ منها غيرَ نِصفِ عِجانِها |
|
وشُنْتُرةٍ منها وإِحْدَى الذَّوائِبِ (٧) |
وقالَ غيرُه : جَحْمَتا الأَسَدِ : عَيْناه ، بلُغَةِ حِمْيَر.
وقالَ ابنُ سِيْدَه : بلُغَةِ اليَمَنِ خاصَّةً.
وقالَ الأَزْهَرِيُّ : بكلِّ لُغَةٍ.
وجَحَمَ الرجُلُ عَيْنَه ، كمَنَعَ : فَتَحَها كالشاخِصِ ، والعينُ جاحِمَةٌ ، كما في الصِّحاحِ.
* وممَّا يُسْتدركُ عليه :
جاحِمُ النارِ : تَوقُّدُها والْتِهابُها.
والجحِيمُ : مِن أَسْماءِ النارِ ، أَعاذَنا اللهُ تعالَى منها.
وتجاحَمَ : تَحَرَّقَ حِرْصاً وبُخْلاً.
ورَوَى المنْذرِيُّ عن أَبي طالِبٍ : هو يَتَجاحَمُ علينا أَي يَتَضايَقُ.
والجاحِمَةُ : النارُ.
__________________
(١) اللسان والتهذيب.
(٢) اللسان والتهذيب والأساس وصدره فيها :
الباغي الحرب يسعى نحوها تَرِعاً
(٣) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : القَلِيلُو.
(٤) اللسان.
(٥) على هامش القاموس عن إحدى نسخه : وتَجَاهَمَ.
(٦) الصحاح واللسان والتهذيب والمقاييس ١ / ٤٢٩ باختلاف بعض ألفاظه عن الأصل.
(٧) اللسان.