وفي الصِّحاحِ : وأَحْشَمْته (١) واحْتَشَمْت منه بمعْنًى ، قالَ الكُمَيْت :
ورَأَيتُ الشَّريفَ في أَعْيُنِ النا |
|
سِ وَضِيعاً وقَلَّ منه احْتِشامي(٢) |
والاحْتِشامُ : التَّغَضُّبُ.
وحَشَمَةُ الرَّجُلِ وحَشَمُه ، محرَّكَتَيْنِ ، هكذا في سائِرِ الأُصولِ ، والصَّوابُ : وحُشْمَةُ الرجُلِ ، بالضمِ ، وحَشَمُهُ ، محرَّكةً كما هو نصُّ يُونُس ، وأَحْشَامُهُ : أَي خاصَّتُهُ الذين يَغْضَبُونَ له مِن أَهْلٍ وعَبيدٍ أَو جِيرَةٍ إذا أَصابَهُ أَمْرٌ.
وفي الصَّحاح : حَشَمُ الرجُلِ : خَدَمُهُ ومَن يَغْضَبُ له ، سُمُّوا بذلِكَ لأَنَّهم يَغْضَبُونَ له.
وقالَ ابنُ الأَعْرَابيِّ : الحَشَمُ ، محرَّكةً ، للواحِدِ والجَمْعِ ، قالَ : ويقالُ هذا الغُلامُ حَشَمٌ لي ، فأَرَى أَنَّ أَحْشاماً إنَّما هو جَمْعُ هذا لأَنَّ جَمْعَ الجَمْعِ وجَمْعَ المُفْردِ الذي هو في معْنَى الجَمْعِ غيرُ كثير ، وهو ، أَي الحَشَمُ ، العِيالُ والقَرابَةُ أَيْضاً ، ومنه حَدِيثُ الأضاحِي : «فَشَكَوْا إلى رَسُولِ اللهِ صلىاللهعليهوسلم ، أَنَّ لهم عِيالاً وحَشَماً».
وحَشَمَ يَحْشِمُ ، مِن حَدِّ ضَرَبَ ، حُشوماً ، بالضمِ ، أَقْبَلَ بعدَ هُزالٍ ، والرجُلُ حاشِمٌ.
وحَشَمَتِ الدَّابَّةُ في أَوَّلِ الرَّبيعِ تَحْشِمُ حَشْماً : وذلِكَ إذا أَصابَتْ منه شَيئاً فَسَمِنَتْ وصَلَحَتْ وعَظُمَ بَطْنُها وحَسُنَتْ.
وفي الصِّحاحِ : قالَ النَّضْر : حَشَمَتِ الدوابُّ : أَي صَلَحَتْ (٣).
ويقالُ : ما حَشَمَ مِن طَعامِنا شَيئاً أَي ما أَكَلَ.
وغَدا يُرِيغُ الصَّيْدَ فما حَشَمَ صافِراً : أَي ما أَصابَهُ.
وقالَ يُونُس : تقولُ العَرَبُ الحُسُومُ تُورِثُ الحُشُومَ : (٤) أَي الإِعْياءُ ، أَي الدُّؤُوبُ على العَمَلِ يُورِثُ ذلِكَ ، وقالَ في قوْلِ مُزاحِم :
فَعنَّتْ عُنوناً وهي صَغْواءُ ما بها |
|
ولا بالخَوافي الضَّارباتِ حُشُومُ(٥) |
أَي إعْياء ، وقد حُشِمَ حَشْماً.
وقالَ الأَصْمَعِيُّ : الحُشُومُ الانْقِباضُ ، ورَوَى البَيْتَ :
ولا بالخَوافي الخَافِقاتِ حُشُومُ
والحُشُومُ : الطَّلِبَةُ ، كالحَشَمِ ، محرَّكةً.
والحُشَماءُ : الجِيرانُ والأَضْيافُ ، كأَنَّه جَمْعُ حَشِيمٍ ، ككَرِيمٍ وكُرَماء.
والذي في المُحْكَمِ : هَؤُلاء أَحْشامِي أَي جِيرَاني وأَضْيافِيِ.
والحُشْمَةُ ، بالضمِ : المرأَةُ.
وقالَ يُونُس : له الحُشْمَةُ ، أَي الذِمامُ.
والحُشْمَةُ أَيْضاً : القَرابَةُ. يقالُ : فيهم حُشْمَةٌ أَي قَرابَةٌ.
والحَشِيمُ ، كأَميرٍ : المُحْتَشِمُ ، وهو المهيبُ.
ووَقَعَ في بعضِ نسخِ الصِّحاحِ : ورجُلٌ حِشِّمٌ ، وَزْنِ سِكِّيت ، أَي مُحْتَشِمٌ ، وكأَنَّه غلطٌ.
وإنِّي لأَتَحَشَّمُ منه تَحَشُّماً : أَي أَتَذَمَّمُ منه وأَسْتَحي ، وقالَ عنْتَرَةُ :
وأَرى مَطاعِمَ لو أَشاءُ حَوَيتُها |
|
فيَصُدَّني عنها كثيرُ تَحَشَّمِي(٦) |
والحُشُمُ ، بضمَّتَيْن : ذو الحَياءِ ، كذا في النسخِ ، والصَّوابُ : ذَوُو الحَياءِ التامِّ ، كما هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابيّ.
وسَمَّوْا حِشْماً ، بالكسْرِ وحَيْشَماً ، كحَيْدَرٍ ، فمِن الأوَّل : حِشْمُ بنُ أَسَدِ بنِ خُلَيْبَة : بَطْنٌ في حَضْرَ مَوْتَ منهم : عبدُ اللهِ بنُ نجيِّ بنِ سَلَمَةَ بنِ حِشْم ، الآتي ذِكْره في حَضْرَمَ ، وضَبَطَه أَبو سعْدِ بنُ السَّمْعانيّ. بفتْحِ الشِّيْن ، والصَّوابُ أَنَّه بالكسْرِ كما ضَبَطَه الأَميرُ.
* وممَّا يُسْتدْركُ عليه :
__________________
(١) في الصحاح : «واحتشمته» وفي اللسان : «واحتشمت».
(٢) اللسان والصحاح.
(٣) في اللسان والصحاح : صاحت.
(٤) ضبطت في القاموس بالضم ، وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى نصبها.
(٥) اللسان والتكملة والتهذيب ، ويروى : الخافقات.
(٦) ديوانه ط بيروت ص ٢٠٧ وفيه : «فأرى مغانم» والمثبت كرواية اللسان.