أَي طالَتْ الأَوْعال.
ومن الطُّولِ ، بالضمِ الحدِيثُ : «ما مَشَى مع طِوَالٍ إلَّا طالَهُم وحديثُ الاسْتِسْقاء : «فطالَ العَبَّاسُ عمرَ» أَي غَلَبَه في طُولِ القامَةِ.
وفي الصِّحاحِ : وطُلْتُ أَصْلُه طَوُلْتُ ، بضمِ الواوِ ، لأَنَّك تقُولُ طَويل ، فنُقِلَت الضَّمةُ إلى الطاءِ وسَقَطَتِ الواوُ لاجْتِماعِ السَّاكِنَيْنِ ، ولا يجوزُ أَنْ تقولَ منه طُلْتُه ، لأَنَّ فَعْلَت لا يَتَعَدَّى فإنْ أَرَدْت أَن تُعَدِّيه قُلْتَ : طَوَّلْته أَو أَطَلْته ، وأَمَّا قَوْلُك : طاوَلَني فطُلْتُه فإنّما تَعْنِي بذلِكَ : كُنْت أَطْولَ منه من الطُّولِ والطَّولِ جَمِيعاً ، انْتَهَى.
وقالَ سِيْبَوَيْه : يقالُ طُلْتُ على فَعُلْتُ لأَنَّكَ تقولُ طَويل وطُوال كما قُلْتَ قَبُحَ وهو قَبيحٌ ، قالَ : ولا يكونُ طُلْته كما لا يكون فَعُلْتُه في شيءٍ.
قالَ المَازِنيُّ : طُلْتُ فعُلْتُ أَصْلٌ واعْتَلَّت من فعُلْت غيرَ مُحَوَّلةٍ ، الدَّليلُ على ذلِكَ طَوِيلٌ وطُوالٌ ، قالَ : وأمَّا طاوَلْته فطُلْتُه فهي مُحَوَّلة كما حُوِّلَت قُلْتُ ، وفاعِلُها طائِلٌ ، لا يقالُ فيه طَويلٌ كما لا يقالُ في قائِلٍ قَوِيلٌ ، قالَ : ولم يُؤْخذ هذا إلَّا على الثِّقَات ، قالَ : وقُلْتُ مُحَوَّلةٌ من فَعَلْت إلى فَعُلْت كما أَن بِعْتُ مَحَوَّلة من فَعَلْت إلى فَعِلْت وكانَتْ فَعِلْت أَوْلَى بها لأنَّ الكَسْرَةَ من الياءِ ، كما كانَ فَعُلْت أَوْلَى بقُلْت لأَنَّ الضَّمةَ من الواوِ.
وأَطالَهُ إطالَةً وأَطْوَلَه إطْوالاً : طَوَّله أَي جَعَلَه طَويلاً. قالَ ابنُ سِيْدَه : وكأَنَّ الذَّينَ قالُوا ذلِكَ إنَّما أَرَادُوا أَنْ يُنَبِّهُوا على أَصْلِ البابِ ، ولا يُقَاسُ هذا إنَّما أَتَى للتَّنْبِيه على الأَصْلِ أَنْشَدَ سِيْبَوَيْه :
صَدَدْتِ فأَطْوَلْتِ الصُّدودَ وقَلَّما |
|
وِصالٌ على طُولِ الصُّدودِ يَدُومُ (١) |
والطَّوَلُ ، محرَّكةً : طولٌ في مِشْفَرِ البَعيرِ الأعْلَى على الأسْفَلِ ، كما في المُحْكَمِ. وقَوْلُ الجَوْهَرِيّ : في شَفَةِ البَعيرِ ، ونَصُّه : وجَمَلٌ أَطْول إذا طالَتْ شَفَتُه العُلْيا ، وهو وَهَمٌ (٢) لأنَّ الشَّفَةَ خاصَّةٌ بالإِنْسانِ ، والبَعيرُ إنَّما يقالُ فيه مِشْفَرٌ.
قالَ شيْخُنا : ومِثْلُه لا يكونُ وهماً إنما هو مجازٌ ، وقَصَدَ الجَوْهَرِيّ الإيْضاحَ والبَيَان ، لأنَّ المِشْفَرَ لا يَعْلمه إلَّا فُقَهاءُ اللُّغَةِ فأَطْلَقَها الجَوْهَرِيُّ لذلِكَ ، كما قيلَ في الإنْسانِ مجازاً : عَظيمُ المَشَافِرِ ، واللهُ تعالى أَعْلم ، انْتَهَى.
يقالُ : بَعيرٌ أَطْوَلُ وبه طَوَلٌ.
وتَطَاوَلَ الرَّجُلُ مِثْلُ تَطَالَلَ إذا قامَ على أَصَابع رِجْلَيْه ومَدَّ قَوامَهُ ليَنْظُرَ إلى الشَّيءِ قالَ :
تَطَاوَلْتُ كي يَبْدوا الحَصِيرُ فما بَدَا |
|
لِعَيْني ويا لَيْتَ الحَصِيرَ بَدَا لِيا (٣) |
واسْتَطَالَ الشَّقُّ (٤) : امْتَدَّ وارْتَفَعَ ، حَكَاه ثَعْلَب وهو كاسْتَطَارَ.
واسْتَطَالَ عليه : تَفَضَّلَ ورَفَعَ نَفْسَه ، وأَيْضاً : تَطَاوَلَ.
قالَ الأَزْهَرِيُّ : الاسْتِطَالَةُ والتَّطَاوُلُ هو أَنْ يَرْفَعَ رأْسَه ويَرَى أَنَّ له عليه فَضْلاً في القَدْرِ ، وهو مَذْمُومٌ يُوضَعُ مَوْضِعَ التَّكَبَّرِ.
وفي الحدِيثِ : «أَرْبَى الرِّبا الاسْتِطَالَةُ في عِرْضِ الناسِ» ، أَي اسْتِحْقَارُهم والتَّرَفُّعُ عليهم والوَقِيعَةُ فيهم.
والطِّيْلَةُ ، بالكسرِ : العُمُرُ ، يقالُ : أَطَالَ اللهُ طِيلَتَه.
والتِّطْوَلُ ، كدِرْهَمٍ وَزْنُه به يُدلُّ على أَصالَةِ التاءِ وهي زائِدَةٌ ، فلذا لو قالَ : بالكسرِ كانَ أَحْسَن.
والطَّويلَةُ ، كسَفِينَةٍ ، عن اللَّيْثِ ، وأَنْكَرَه الأَزْهَرِيُّ وقالَ : لم نَسْمَعْه من العَرَبِ بهذا المَعْنى (٥).
__________________
- وردت فيه روايتان للبيت «الأوعالُ» بالرفع ، «والأوغالا» بالنصب والمقاييس ٣ / ٤٣٤.
(١) البيت للمرار الفقعسي ، وفي اللسان والصحاح بدون نسبة.
(٢) على هامش القاموس : «قوله : وهم ، لأنه يقال : شفة للانسان ، ومشفر للبعير ، وجحفلة للفرس ، اه ، قرافي».
(٣) اللسان.
(٤) على هامش المطبوعة المصرية : «قوله : الشق ، عبارة اللسان : الشق في الحائط».
(٥) كذا بالأصل وفي العبارة نقص حيث أن الشارح أغفل معنى الطويلة ، وتمام قول الليث في التهذيب : وقال الليث : الطويلة : اسم حبلٍ تُشد به قائمة الدابة ثم ترسل في المرعى ، وكانت العرب تتكلم به ... قلت : (يعني الأزهري) ولم أسمع الطويلة بهذا المعنى» وكان حقه أن يذكر كلام الأزهري بعد قوله الآتي «حبل طويل يشد به قائمة الدابة ... فيرتفع الاضطراب والتشويش عن عبارته».