قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    تاج العروس [ ج ١٥ ]

    377/424
    *

    وفي الحَدِيْث : لَعَنَ اللهُ الواصِلَةَ (١) والمُسْتَوْصِلَة ، فالوَاصِلَةُ المرْأَةُ تَصِلُ شَعَرَها بشَعَرِ غيرِها ، والمُسْتَوْصِلَةُ الطَّالِبَةُ لذلِكَ ، وهي التي يُفْعَلُ بها ذَلِك.

    ورُوِي في حَدِيْث آخَر : «أَيُّما امْرَأةٍ وَصَلَت شَعَرَها بشَعَرِ غيرِها كان زُوراً».

    قالَ أَبو عُبَيْدٍ : وقد رَخَّصَت الفُقهاءُ في القَرامِل وكلِّ شي‌ءٍ وُصِلَ به الشَّعَرُ ، وما لم يكنِ الوَصْل شَعَراً فلا بأْسَ به.

    ورُوي عن عائِشَةَ أَنَّها قالَتْ : «لَيْسَتِ الوَاصِلَةُ بالتي تَعْنون ، ولا بأْسَ أَنْ تَعْرَى المْرأَةُ عن الشَّعَرِ فتَصِل قَرْناً مِن قُرُونِها بُصوفٍ أَسْوَدٍ» إِنَّما الوَاصِلَةُ التي تكونُ بغيّاً في شَبِيبَتِها ، فإِذا أَسَنَّتْ وصَلَتْها بالقِيادَةِ.

    قالَ ابنُ الأثيرِ : قالَ أَحمدُ بنُ حَنْبل لمَّا ذُكِرَ ذلِكَ له : ما سَمِعْت بأَعْجَبِ مِن ذلِكَ.

    ووَصَلَهُ وَصْلاً وصِلَةً وواصَلَهُ مُواصَلَةً ووِصالاً ، كِلاهُما يكونُ في عَفافِ الحُبِّ ودَعارَتِهِ ، وكذلِك وَصَلَ حَبْلَه وَصْلاً وصِلَةً ، قالَ أَبو ذُؤَيْبٍ :

    فإن وَصَلْتْ حَبْلَ الصَّفاءِ فَدُمْ لها

    وإن صَرَمَتْه فانْصَرِف عن تَجامُل (٢)

    وواصَلَ حَبْلَها : كوَصَلَه.

    والوُصْلَةُ بالضَّمِ : الاتِّصالُ. وما اتَّصَلَ بالشي‌ءِ.

    وقالَ اللّيْثُ : كلُّ ما اتَّصَلَ بشي‌ءٍ فما بينهما وُصْلَةٌ ج وُصَلٌ ، كصُرَدٍ.

    والمَوْصِلُ ، كمَجْلِسٍ : ما يُوصَلُ مِن الحَبْلِ.

    وقالَ ابنُ سِيْدَه : هو مَعْقِدُ الحَبْلِ في الحَبْلِ.

    والأَوْصالُ : المَفاصِلُ ، ومنه الحَدِيْث في صفَتِه صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أَنَّه كان فَعْمَ الأَوْصالِ» : أَي مُمْتَلِى‌ءَ الأَعْضاءِ.

    أَو هي مُجْتَمَعُ العِظامِ.

    وقيلَ : الأَوْصالُ جَمْعُ وُصْلٍ ، بالكسرِ والضَّمِ لكلِّ عَظْمٍ على حِدَةٍ لا يُكْسَرُ ولا يَخْتَلِطُ بغيرِهِ ولا يُوْصَلُ به غيرُه ، وهو الكَسْرُ والَجِدْلُ ، بالدَّالِ ، وشاهِدُ الوِصْل بالكسرِ قَوْلُ ذي الرُّمَّةِ :

    إذا ابنُ أَبي موسَى بِلالاً بلغتِهِ

    فقامَ بفأَسٍ بينَ وصْليْكِ جاررُ (٣)

    وقَوْلُه تعالَى : (وَلا وَصِيلَةٍ) (٤) قالَ المُفَسِّرُون : الوَصيلَةُ التي كانت في الجاهِلِيَّةِ النَّاقَةُ التي وَصَلَتْ بين عَشَرَةِ أَبْطُنٍ.

    وفي الصِّحاحِ : الوَصِيلَةُ من الشَّاءِ التي وَصَلَتْ سَبْعَةَ أَبْطُنٍ عَناقَيْنِ عناقينِ فإن ولَدَتْ في السَّابِعَةِ ، ونصُّ الصِّحاحِ : في الثامِنَةِ ، عَناقاً وجَدْياً قيلَ : وَصَلَتْ أَخَاها فلا يَذْبَحونَ أَخَاها مِن أَجْلِها ولا يَشْرَبُ لَبَنَ الأُمِّ إلَّا الرِّجالُ دونَ النِّساءِ وتَجْري مَجْرَى السَّائِبَةِ.

    وقالَ أَبو بكْرٍ : كانوا إذا ولَدَتْ سِتّةَ أَبْطُنٍ عَناقَيْنِ عَناقَيْن ووَلَدَتْ في السابِعِ عَناقاً وجَدْياً قالُوا : وَصَلَتْ أَخَاها فأَحَلُّوا لبنَها للرِّجالِ وحَرَّموه على النساءِ.

    أَو الوَصِيلَةُ كانت في الشَّاةِ (٥) خاصَّةً ، كانَتْ إذا وَلَدَتِ الأُنْثَى فهي لهم ، وإذا وَلَدَتْ ذَكَراً جَعَلوه لآلِهَتِهِم ، وإِن وَلَدَتْ ذَكَراً وأُنْثَى قالوا وَصَلَتْ أَخَاها فلم يَذْبَحُوا الذَّكَرَ لآلِهَتِهِم.

    وقالَ ابنُ عرفَةَ : كانوا إذا وَلَدَتِ الشاةُ ستَّة أَبْطُنٍ نَظَرُوا ، فإِن كان السابعُ ذَكَرَاً ذُبحَ وأَكَل منه الرِّجالُ والنِّساءُ ، وإِن كانتْ أُنْثَى تُرِكتْ في الغَنَمِ ، وإِن كان ذَكَراً وأُنْثَى قالوا : وَصَلَتْ أَخَاها ولم يُذْبَح وكان لَحْمُهَا حَرَاماً على النّساءِ.

    أَو هي شاةٌ تَلِدُ ذَكَراً ثم أُنْثَى فَتَصِلُ أَخَاها فلا يَذْبَحون أَخَاها من أَجْلِها ، وإذا وَلَدَتْ ذَكَراً قالوا : هذا قُرْبانٌ لآلِهَتِنا.

    ورُوِي عن الشافِعيّ قالَ : الوَصِيلَةُ الشاةُ تُنْتَجُ الأَبْطُن ، فإذا وَلَدَتْ آخَرَ بعدَ الأَبْطُن التي وَقَّتوا لها قيلَ وَصَلَتْ أَخَاها ، وزادَ بعضُهم : تُنْتَجُ الأَبْطُن الخَمْسة عَناقَيْن عَناقَيْن

    __________________

    (١) في القاموس بالضم وتصرف الشارح بالعبارة اقتضى النصب.

    (٢) ديوان الهذليين ١ / ١٤١ برواية : «فانصرم عن تجامل» واللسان.

    (٣) الأساس ونسبه لذي الرمة.

    (٤) المائدة من الآية ١٠٣.

    (٥) في القاموس بالضم وتصرف الشارح بالعبارة فاقتضى الكسرة.