والنَّافِلَةُ : وَلَدُ الوَلَدِ ، وهو مِن ذلِكَ لأَنَّ الأَصلَ كان الوَلَد فصارَ ولدُ الوَلَدِ زِيادَةً على الأَصْل ؛ قالَ اللهُ ، عزوجل في قصَّة إِبراهيم ، عليه وعلى نبيِّنا أَفْضل الصَّلاة والسَّلام : (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) (١) ؛ كأَنَّه قالَ : وَهَبْنا لإِبْراهيمَ إِسحاقَ فكانَ كالفَرْضِ له ، ثم قالَ : (وَيَعْقُوبَ نافِلَةً) ، فالنافِلَةُ ليعقوبَ خاصَّةً لأَنَّه ولدُ الوَلَدِ أَي وَهَبْنا له زيادةً على الفَرْض له ، وذلِكَ أَنَّ إِسحاقَ وُهِبَ له بدُعائِه وزِيدَ يَعْقوب تفضُّلاً.
والنَّوْفَلُ : البَحْرُ ، عن أَبي عَمْرو ، قالَ في نوادِرِه : هو اليَمُّ والقَلَمَّسُ والنَّوْفَلُ والمُهْرُقانُ والدَّأْماءُ وخُضَارَةُ والأَخْضَرُ والعُلَيْم والخَسِيفُ.
والنَّوْفَلُ : العَطِيَّةُ تشبَّه بالبَحْرِ.
وقالَ اللّيْثُ : النَّوْفَلُ بعضُ أَولادِ السِّباعِ.
وقيلَ : النَّوْفَلُ ذَكَرُ الضِّباعِ وابنُ آوَى ، قالَهُ ابنُ عَبَّادٍ.
والنَّوْفَلُ : الشِّدَّةُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ أَيْضاً.
والنَّوْفَلُ : الرَّجُلُ المِعْطاءُ يشبَّهُ بالبَحْرِ ؛ قالَ أَعْشَى باهِلَة :
أَخُو رَغائبَ يُعْطِيها ويَسْأَلُها |
|
يأْبَى الظُّلامَةَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ (٢) |
وقالَ الكُمَيْت يمدحُ رَجُلاً :
غِياثُ المَضُوعِ رِئَابُ الصُّدُو |
|
ع لأُمَتُكَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ(٣) |
والنَّوْفَلُ : الشَّابُّ الجَميلُ ، عن ابنِ عَبَّادٍ.
ونَوْفَلُ بنُ ثَعْلَبَةَ بنِ عبدِ اللهِ الأَنْصارِيّ الخَزْرجيُّ بَدْرِيُّ ؛ وقيلَ : هو نَوْفَلُ بنُ عبدِ اللهِ وسَيَأْتي.
ونَوْفَلٌ بنُ الحَارِثِ الهاشِمِيُّ ابن عَمِّ رَسُول اللهِ ، صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم ، كان أَسنَّ بنِي هاشِمٍ الصَّحابَة ، ولأَخيهِ المُغِيْرة بن الحَارِثِ صُحْبةٌ أَيْضاً ووَلَده عبدُ اللهِ بنُ الحارِثِ كانَ أَميرَ البَصْرةِ أَيَّام ابنِ الزُّبَيْرِ ، ورَوَى عن ابنِ عَبَّاس وأُمُّه بية ، وابْنُه الصَّلْتُ بنُ عبدِ اللهِ رَوَى عنه الزّهرِيُّ ، ثِقَةٌ.
ونَوْفَلُ بنُ طَلْحَةَ الأَنْصارِيُّ وَرَدَ في شهودِ كتابِ العلاء بنِ الحضرَميّ.
ونَوْفَلُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ ثَعْلَبَةَ الخَزْرجيُّ بَدْرِيٌّ مخْتَلَفٌ في نَسَبِه مَرَّ قَرِيباً.
ونَوْفَلُ بنُ فَرْوَةَ الأَشْجعيُّ أَبو فَرْوَةَ سَكَنَ الكُوفَة.
ونَوْفَلُ بنُ مُساحِقٍ القُرَشيُّ العامِرِيُّ بقِيَ إِلى أَوَّل زَمَنِ عبدِ المَلِكِ.
ونَوْفَلُ بنُ مُعاويَةَ الدِّيليُّ شَهِدَ الفتْحَ وتُوفي بالمَدينَةِ زَمَنَ يَزيدٍ صَحابيُّونَ ، رَضِيَ اللهُ تعالَى عنهم.
قالَ ابنُ فَهْد : الصَّوابُ أَنَّ الصُّحْبةَ لجدِّ نَوْفَل بنِ مُساحِقٍ وهو عبدُ اللهِ بنِ مخرمَةَ ، وأَمَّا هو فتابِعيٌّ رَوَى عن عُمَرَ وسَعِيد بنِ زَيدٍ وعنه عُمَرُ بنُ عبدِ العَزيزِ وطائِفَةٌ.
قلْتُ : ورَوَى عنه أَيْضاً ابنُه عبدُ المَلِكِ وصالحُ بنُ كَيْسان ، ثِقَةٌ وَلِيَ قضاءَ المَدينَةِ.
والنَّوْفَلَةُ ، بهاءٍ المَمْلَحَةُ ، كذا هو نَصُّ التَّهْذِيبِ والصِّحاحِ ، وفي بعضِ الاصُولِ : المَمْلَحَةُ.
وقالَ الأَزْهرِيُّ : لا أَعْرف النَّوْفَلَة بهذا المعْنى.
وانْتَفَلَ : طَلَبَ ، عن ثَعْلَب.
وانْتَفَلَ منه : تَبَرَّأَ ؛ ومنه حَدِيْث ابنِ عُمَرَ : «أَنَّ فلاناً انْتَفَلَ مِن وَلَدِه».
وانْتَفَلَ مِن الشيءِ مِثْل انْتَفَى منه ؛ قالَ أَبو عُبَيْد : كأَنَّه إِبْدالٌ منه ، قالَ الأَعْشَى :
لئن مُنِيتَ بنا عن جِدِّ مَعْرَكة |
|
لا تُلْفِنا عن دِماءِ القومِ نَنْتَفِلُ(٤) |
والتَّنْفيلُ : التَّحليفُ ، يقالُ : نَفَّلَه فنَفَلَ أَي حَلَّفَه فَحَلَفَ ، وبه فسِّرَ أَيْضاً حَدِيثُ عليٍّ السابِقُ.
__________________
(١) سورة الأنبياء الآية ٧٢.
(٢) اللسان وعجزه في الصحاح والمقاييس ٥ / ٤٥٥ وانظر جمهرة أشعار العرب ص ١٣٥ وعجزه في التهذيب.
(٣) اللسان والتهذيب.
(٤) ديوانه ط بيروت ص ١٤٩ وفيه : «... عن غب معركة- لم تلفنا من دماء ..» واللسان والصحاح.