قالَ أَبو دُوَاد : سَمِعْت أَبا العَزّاف (١) يقولُ : سخِّن جَبِينك بالمُقْلةِ ؛ شبَّه عَيْن الشمسِ بالمُقْلةِ.
ورجُلٌ مُقَلَةٌ ، كهُمَزَةٍ : يكثرُ المَقْلَ.
ومَاقَلَه مَمَاقَلَةً : غامَسَهُ وانْغَمَس بالماءِ حتى جَاءَ بالمَقْلِ معه أَي بالحَصَا والتُّرابِ.
ومقلَةُ الرَّكيَّةِ : أَسْفَلُها.
وحَكَى ابنُ بَرِّي عن عليِّ بنِ حَمْزة (٢) : يقالُ في حَصاةِ القَسْم مَقْلة ومُقْلة ، بالفتحِ والضمِ ، شبِّهَتْ بمُقْلَةِ العَيْن لأنَّها في وسطِ بياضِ العَيْنِ ، وأَنْشَدَ بَيْت الخَطْمِيّ هكذا ؛ ومنه حدِيْث عليٍّ : «لم يَبْقَ منها إلَّا جُرْعة كجُرْعَةِ المَقْلَةِ» ، هي حَصاةُ القَسْم ، وهي بالضمِ واحدَةُ المُقْل الثّمَر المَعْروفُ ، وهي لصِغَرِها لا تَسَعُ إلَّا الشَّيء اليَسِيْر من الماءِ.
ومَقَلَ الشيءَ في الشيءِ مَقْلاً : غَمَّه (٣).
وفي حدِيث لُقْمان الحَكِيم ؛ أَرَأَيْت الحَبَّة التي تكونُ في مَقْل البَحْر أَي في مَغاصِ البَحْر ، أَرَادَ في موضِعِ المَغاصِ مِن البَحْرِ.
وأَبو الحَسَنِ عليُّ بنُ هلالِ الوَزِير الكَاتِب يُعْرَفُ بابنِ مقْلَةَ مَشْهورٌ.
ومِن سَجَعاتِ الأساسِ : في خَطِّه خطّ لكلِّ مُقْلة كأَنَّه خَطُّ ابنِ مُقْلة ؛ وتَرْجمتُه مُسْتوفَاة في تارِيخِ ابنِ خَلَّكان وغيرِه.
[مكل] : المَكْلَهُ ، بالفتحِ ، ويُضَمُّ : جَمَّةُ البِئْرِ ؛ وقيلَ : أَوَّلَ ما يُسْتَقَى (٤) من جَمَّتِها.
يقالُ : أَعْطِني مَكْلةَ رَكيَّتك ، يُرْوَى بالوَجْهَيْن ؛ أَو القَليلُ مِن الماءِ يَبْقَى في البِئْرِ إلى وَقْت النَّزحِ الثاني ، أَو في الإناءِ فهو ضِدٌّ ؛ وقد مَكَلَت الرَّكِيَّةُ تَمْكُلُ مُكُولاً ، فهو مِن حَدِّ نَصَرَ كما يَقْتَضِيه اصْطِلاحُه ، ومِثْله في المحْكَمِ. ونَصُّ الصِّحاحِ والعُبَابِ : مَكِلَت البِئْر ، بالكسرِ ، وهو نَصُّ اللّيْثِ بعَيْنِه ، فهي مَكُولٌ كصَبُورٍ ، ج مُكُلٌ ككُتُبٍ.
قالَ اللَّيْثُ : بِئْرٌ مَكُولٌ وجَمَّةٌ مَكُولٌ : اجْتَمَعَ الماءُ في وسطِها وكَثُرَ.
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : المَكُولُ التي نَزَحَ ماؤُها ، وهو مِن الأضْدادِ.
وحَكَى ابنُ الأعْرَابِيِّ : قَليبٌ مُكُلٌ ، كعُنُقٍ. ومَكِلٌ مِثْل كَتِفٍ ، ومُمْكَلَةٌ كمُكْرَمَةٍ ومَمْكولَةٌ ، كلُّ ذلِكَ التي قد نَزَحَ ماؤُها.
قالَ : والمِمْكَلُ ، كمِنْبَرٍ : الغَدِيرُ القَليلُ الماءِ.
وقالَ ابنُ عَبَّادٍ : المُمَكَّلُ ، كمُعَظَّمٍ البِئْرُ التي فيها ماؤُها ، هكذا هو في سائِرِ النسخِ ، ولا بُدَّ مِن ذِكْرِ كمُعَظَّم كما هو نَصُّ المحيطِ والعُبَابِ.
قالَ : واسْتَمْكَلَ بها أَي تَزَوَّجَ بها ، كأَنَّه مَقْلوبُ اسْتَمْلَكَ.
وما بها ، أَي النَّاقَةُ ، مُكالٌ ، كغُرابٍ ، أَي شَحْمٌ كما في العُبَابِ.
وقيلَ : المَكُولُ كصَبُورٍ : البِئْرُ يَقِلُّ ماؤُها فَيَسْتَجمُّ حتى يَجْتَمِعَ الماءُ في أَسفَلِها ؛ ونَصُّ العَيْنِ في وسطِها.
والمَكوِليُّ : اللّئيمُ ، عن أَبي العَمَيْثَل الأَعْرَابيّ ، كأَنَّه نُسِبَ إلى المَكُولِ البِئْر القَلِيلَة الماءِ.
والمُماكِلُ (٥) : من يَمْكُلُ كلَّ شيءٍ يَلْقاهُ ، كما تُمْكَلُ البِئْرُ عن ابنِ عَبَّادٍ.
* وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه :
نَفْسٌ مكُولٌ : قَلِيلَةُ الخَيْرِ مِثْل البِئْرِ المَكُولِ ، قالَ أُحَيْحةُ بنُ الجُلاح :
صَحَوْت عن الصِّبا واللهْوُ غُولُ |
|
ونَفْسُ المرءِ آوِنةً مَكُولُ(٦) |
واسْتَدْرَك شيْخُنا هنا ابن ماكولا المحدِّث المَشْهور وقد ذَكَرْناه في تَرْكِيبِ أَكَلَ.
__________________
(١) في اللسان والتهذيب : «سمعت بالغرّاف يقولون ... والغراف نهر كبير تحت واسط بينها وبين البصرة».
(٢) في اللسان : عن أبي حمزة.
(٣) في اللسان : غمسه.
(٤) في القاموس : يُسقى.
(٥) في التكملة : «الماكِلُ».
(٦) اللسان.