والغَوْلُ : بُعْدُ
المَفازَةِ لأَنَّه يَغْتالُ مَنْ يمرُّ به ، نَقَلَه الجوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ
لرُؤْبَة :
به تَمَطَّتْ
غَوْلَ كلِّ مِيلَةِ
|
|
بِنا
حَراجِيجُ المَهارى النُّفَّةِ
|
وقيلَ :
لأَنَّها تَغْتالُ سيرَ القَوْمِ ، والمِيلَةُ : أَرْضٌ تُوَلّه الإِنْسانَ أَي تُحيِّرُه.
وقالَ
اللّحْيانيُّ : غَوْل الأَرْضِ أَن يَسيرَ فيها فلا تَنْقَطع.
وقالَ غيرُهُ :
إِنَّما سُمِّي بُعْدُ الأَرْضِ غَوْلاً لأَنَّها
تَغُول السَّابِلَة
أَي تَقْذِفُ بهم وتُسْقطُهم وتُبْعِدُهم.
وقالَ ابنُ
شُمَيْلٍ : ما أَبْعَد
غَوْل هذه الأَرْض ،
أَي ما أَبْعَد ذَرْعها ، وإِنَّها لبَعِيدَةُ
الغَوْلِ.
وقالَ ابنُ
خَالَوَيْه : أَرْضٌ ذات
غَوْل بَعِيدَةٌ
وإِنْ كانَتْ في مَرْأَى العيْنِ قَرِيبَة.
والغَوْلُ : المَشَقَّةُ ، وبه فسِّرَتِ الآيَةُ أَيْضاً.
والغَوْلُ : ما انْهَبَط
من الأَرْضِ ، وبه فسِّرَ
قوْلُ لَبيدٍ :
عَفَتِ
الديارُ مَحَلّها فمُقامُها
|
|
بِمِنىً
تأَبَّدَ غَوْلُها فَرِجامُها
|
والغَوْلُ : جماعَةُ
الطَّلْحِ لا يُشارِكُه
شيءٌ.
والغَوْلُ : التُّرابُ
الكَثيرُ ، ومنه قوْلُ
لَبيدٍ يَصِفُ ثَوراً يِحْفرُ رَمْلاً في أَصْلِ أَرْطاةٍ :
ويَبْري
عِصِيّاً دونها مُتْلَئِبَّةً
|
|
يَرى دُونَها
غَوْلاً من الرَّمْلِ غائِلا
|
وغَوْلٌ بِلا لامٍ : ع ، فُسِّر به قوْلُ لَبيدٍ السابِقُ.
وغَوْلُ الرِّجامِ : ع آخَرُ. والغُولُ ، بالضَّمِّ
: الهَلَكَةُ ، وكلُّ ما
أَهْلَكَ الإِنْسانَ فهو
غُولٌ ، وقالوا :
الغَضَبُ غُولُ الحِلْمِ أَي أَنَّه يُهْلكُه ويَغْتالُه ويَذْهبُ به.
والغُولُ : الدَّاهِيَةُ ، كالغائِلَةِ.
والغُولُ : السِّعلاةُ ، وهُما مُتَرادِفان كما حَقّقه شيْخُنا.
وقالَ أَبو
الوفاءِ الأَعْرَابيُّ
الغُولُ الذَّكَرُ مِن
الجنِّ ، فسُئِلَ عن الأَنْثى فقال : هي السِّعلاةُ ، ج
أَغْوالٌ وغِيلانٌ.
وفي الحَدِيْثِ
: «لا صَفَرَ ولا
غُولَ».
قالَ ابنُ
الأَثير : أَحدُ الغِيلانِ وهي جنْسٌ مِن الشَّياطِيْن والجنِّ ، كانَتِ العَرَبُ
تَزْعمُ أَنَّ الغُولَ يَتَراءَى في الفَلاةِ للناسِ فتَغُولُهم أَي تضلّهم عن
الطَّريقِ ، فنَفاهُ النبيُّ ، صلَّى اللهُ تعالى عليه وسلَّم ، وأَبْطَلَه.
وقيلَ : قوْلُه
: لا غُولَ يسَ نَفْياً لعَيْنِ
الغُول ووُجودِه
وإِنَّما فيه إِبطالُ زَعْمِ العَرَبِ في تلوّنِه بالصُّورِ المخْتِلفَةِ واغْتِيالِه ، أَي لا تَسْتَطيعُ أَن تُضِلَّ أَحداً.
قالَ
الأَزْهرِيُّ : والعَرَبُ تُسَمِّي
الحَيَّة
الغُول ،
ج أَغْوالٌ ، ومنه قوْلُ امْرىءِ القَيْسِ :
ومَسْنونةٍ رزق كأَنْيابِ أَغْوالِ
قالَ أَبو
حاتِم : يُريدُ أَن يكبر ذلِكَ ويعظُم ، ومنه قوْلُه تعالَى : (كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ) ، وقُرَيْش لم تَرَ رأْسَ شَيْطانٍ قَطّ ، إِنَّما
أَرادَ تَعْظِيمَ ذلِكَ في صُدُورهم.
وقيلَ أَرادَ
امْرؤُ القَيْسِ بالأَغْوالِ الشَّياطِينَ.
وقيلَ : أَرادَ
الحَيَّات.
والغُولُ : ساحِرَةُ
الجِنِّ ، ومنه الحَديْثُ
: «لا غُولَ ولكن سَحَرة الجِنِّ» أَي ولكنْ في الجنِّ سَحَرَةٌ لهم
تَلْبِيسٌ وتَخْييلٌ.
والغُولُ : المَنِيَّةُ ، ومنه قوْلُهم : غالَتْه
غُولٌ.
__________________