أخشى رُكَيْباً ورُجَيْلاً عاديا (١)
وقيلَ : إنَّما هو فَوْقَ الغُلامِ وذلِكَ إذا احْتَلَمَ وشَبَّ ، أَو هو رَجُلٌ ساعَةَ يُولَدُ إلى ما بعْدَ. ذلِكَ ، تصغيرُه رُجَيْلٌ على القِياسِ ، ورُوَيْجِلٌ على غيرِ قِياسٍ كأَنَّه تَصْغيرُ رَاجِلٍ ، ومنه الحدِيثُ : «أَفْلَحَ الرُّوَيْجلُ إنْ صَدَقَ».
والرجُلُ في كَلامِ العَرَبِ من أَهْلِ اليمنِ : الكثيرُ الجِماعِ ، حُكِي ذلِكَ عن خالِ الفَرَزْدقِ قالَ : سَمِعْتُ الفَرَزْدقَ يقولُ ذلِكَ ؛ قالَ : وزَعَمَ أنَّ من العَرَبِ من يُسَمِّيه العُصْفُورِيَّ ؛ وأَنْشَدَ :
رَجُلاً كنتُ في زمانِ غُرورِي |
|
وأَنا اليومَ جافرٌ مَلْهودُ (٢) |
نَقَلَه الأزْهَرِيُّ والصَّاغانيُّ.
والرَّجُلُ أَيْضاً : الرَّاجِلُ ؛ وأَيْضاً : الكامِلُ ، يقال هذا رَجُلٌ ، أي رَاجِلٌ ، وهذا رَجُلٌ ، أي كامِلٌ كما في العَيْن.
وقالَ الأَزْهَرِيُّ : الرجلُ جماعَةُ الرَّاجِل وهم الرّجَّالَة.
وفي المُحْكَمِ : وقد يكونُ الرجُلُ صِفَةً يعْنِي به الشدَّةَ والكَمَالَ ، وعليه أَجَازَ سِيْبَوَيْه الجَرَّ في قَوْلِهم : مَرَرْت برَجُلٍ رَجُلٍ أَبُوه ، والأَكْثَرُ الرفْعُ ؛ وقالَ في موضِعٍ : وإذا قُلْت هو الرَّجُل فقد يجوزُ أنْ تعْنِي كما لَهُ وأَنْ تُريدَ كلَّ رَجُل تكلَّمَ ومَشَى على رِجْلَيْن ، فهو رَجُل ، لا تُريدُ غيرَ ذلِكَ المعْنَى ، ج رِجالٌ ورِجالاتٌ بكسْرِهِما مِثْلُ جِمَالٍ وجِمَالات ؛ وقيلَ : رجَالات جَمْعُ الجَمْعِ. وفي التَّنْزِيلِ (شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجالِكُمْ) (٣) ؛ أي من أَهْلِ مِلَّتِكم.
وقالَ سِيْبَوَيْه : لم يُكْسَر على بناءٍ من أَبْنيةِ أَدْنى العدَدِ يعْنِي أَنْهم لم يقُولُوا أَرْجَال ، وقالُوا ، ثَلاثةُ رَجْلَةٍ (٤) ، جَعَلُوه بَدَلاً من أَرْجالٍ ، ونظيرُه ثلاثَةُ أَشْياءٍ جَعَلُوا لَفْعَاء بَدَلاً من أَفْعالٍ ، وحَكَى أَبُو زَيْدٍ في جَمْعِه رَجِلَةٌ ، وهو أَيْضاً اسمٌ للجَمْعِ لأَنَّ فَعِلَةٌ لَيْسَتْ من أَبْنِيةِ الجموعِ.
وذَهَبَ أَبو العَبَّاسِ إلى أنَّ رَجْلَة مُخَفَّف عنه. وقالَ الكِسَائيُّ : جَمَعُوا رجلاً رِجَلَةٌ كعِنَبَةٍ.
وقالَ ابنُ جني : جَمْعُ رَجل مَرْجَلٌ ، زَادَ الكِسَائي وأَراجِلُ ، قالَ أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذَليُّ :
أَهَمَّ بَنِيهِ صَيْفُهُم وشِتاؤُهم |
|
وقالوا تَعَدَّ وَاغْزُ وَسْطَ الأَراجِلِ(٥) |
يقولُ : أَهَمَّتهم نفقةُ صَيْفِهم وشِتائِهم وقالُوا لأَبيهِم : تَعَدَّأَي انْصَرِفْ عنَّا. وهي رَجْلَةٌ (٦) قالَ :
كلُّ جار ظَلَّ مُغْتَبِطاً |
|
غيرَ جيران بنِي جَبَله |
خَرَقُوا جَيْبَ فَتاتِهم |
|
لم يُبالوا حُرْمَة الرَّجُله(٧) |
كَنَّى بالجَيْبِ عن الفَرْجِ ، وقَيَّدَه الرَّاغِبُ فقالَ : ويقالُ للمَرْأَةِ رَجُلَة إذا كانَتْ مُتَشَبّهةً بالرَّجُلِ في بعضِ أَحْوالِها.
قلْتُ : ويُؤَيَّدُه الحدِيثُ : «إنَّ عائِشَة رضياللهعنها كانَتْ رَجُلَة الرَّأْي» ، أَي كانَ رَأْيُها رَأْيَ الرِّجَالِ.
وتَرَجَّلَتِ المَرْأَةُ : صارَتْ كالرَّجُلِ في بعضِ أَحْوالِها.
ورَجُلٌ بَيِّنُ الرُّجولِيَّةِ والرُّجْلَةِ والرُّجْلِيَّةِ بضمهنَّ ، الأُوْلَى عن ابنِ الأَعْرَابيِّ ، والرَّجولِيَّةِ بالفتحِ ، وهذه عن الكِسَائيّ كما في التَّهْذِيبِ ، قال ابنُ سِيْدَه : وهي من المَصَادِرِ التي لا أَفْعالَ لَها.
وقالَ الرَّاغِبُ : قَوْلُه تعالَى : (وَجاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعى) (٨) ؛ وقَوْلُه تعالَى : (وَقالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ) (٩) ، فالأوْلَى به الرّجولِيَّةِ والجَلادَة.
وهو أَرْجَلُ الرَّجُلَيْنِ أي أَشَدُّهُما.
وفي التَّهْذِيبِ : فيه رُجْلِيَّة ليْسَتْ في الآخَرِ ؛ وقالَ ابنُ سِيْدَه : وأُرَاه من بابِ أَحْنَك الشَّاتَيْن أي أَنَّه لا فِعْل له ، وإنَّما جَاءَ فِعْل التَّعَجُّبِ من غيرِ فِعْلٍ.
__________________
(١) اللسان وقبله :
بنيتُه بعُصْبةٍ من ماليا
(٢) التهذيب واللسان والتكملة بدون نسبة.
(٣) البقرة الآية ٢٨٢.
(٤) ضبطت في القاموس بالضم منونة.
(٥) ديوان الهذليين ١ / ٨٣ واللسان والصحاح.
(٦) في اللسان والصحاح والتهذيب ضبطت بالقلم بضم الجيم. والمثبت عن القاموس والمفردات.
(٧) اللسان والثاني في الصحاح ، وعجز الثاني في المفردات برواية : لم ينالوا ، وضبط بالقلم «الرَجْلة» بفتح الراء وسكون الجيم.
(٨) القصص الآية ٢٠.
(٩) غافر الآية ٢٨.