والخالُ : نَبْتٌ له نَوْرٌ م مَعْرُوفٌ بِنَجْدٍ وليسَ بالأَوَّلِ.
والخالُ : البَريءُ من التُّهَمَةِ.
والخالُ : الرَّجُلُ الحَسَنُ المَخِيلَةِ بما يُتَخَيَّلُ فيه أَي يَتَفَرَّسُ ويَتَفَطَّنُ فهذه أحد وثَلاثُون معْنًى للخالِ. ومَرَّ الخالُ أَخُو الأُمِّ فتكونُ اثْنَيْن وثَلاثِيْن معْنًى نَظَمَ غَالِبَها الشُّعَراءُ في مُخاطَبَاتِهم ، ومن أَجْمَعَ ما رَأَيْت فيها قَصِيدَةً من بَحْرِ السلْسِلَةِ للشيْخِ عَبْد اللهِ الطبلاويّ يمدَحُ بها أَبَا النَّصْر الطبلاويّ ذَكَرَ فيها هذه المَعَاني التي سَرَدَها المصنِّفُ ، وزَادَ عَلَيه بعضَ معاني ينظَرُ فيها فمنها : الصاحِبُ ، والمُفْتَقِرُ ، والمَاضِي ، والمخصصُ ، والقاطِعُ ، والمَهْزولُ ، والمُتَفَرِّقُ ، والذي يَقْطَعُ الخلاءَ من الحشيشِ (١) ، والنقرسُ والخلقُ ، فهذه عَشَرَةُ ؛ وذَكَرَ الكِبْر والتَّكَبر والاخْتِيال وهذه الثَّلاثَة بمعْنًى واحِدٍ ، ولا يَخْفَى أَنَّ المعَاني السَّبْعة الأُوَلِ كُلّها من خَلَّ يخلُّ فهو خالُّ بتَشْدِيدِ اللامِ.
وخَلَّ إِليه : افْتَقَرَ.
وخَلَّه خَلًّا شَكَّهُ وقَطَعَه.
وخَلَّه في الدُّعاءِ : خَصَّه كما سَبَقَ ذلِكَ كُلّه. وأَمَّا الذي يَقْطَعُ الخَلأَ فالصوابُ فيه الخالئُ بالهَمْزِ حُذِفَتْ للتَّخْفِيفِ ، فهو ليسَ من هذا الحَرْفِ. والنقرسُ مَفْهومٌ من الظَّلْعِ الذي ذَكَرَه المصنِّفُ فتأمَّلْ ذلِكَ.
ومن المجازِ : أَخالَتِ النَّاقَةُ ، فهي مُخِيلَةٌ إِذا كانَ في ضَرْعِها لَبَنٌ وكانَتْ حَسَنَة العَطَلِ.
قالَ ابنُ سِيْدَه : أَرَاه على التَّشْبيهِ بالسَّحابِ.
وأَخالَتِ الأَرضُ بالنَّباتِ إِذا ازْدانَتْ ، وفي المُحْكَمِ : اخْتالَتْ وهو مجازٌ.
والأَخْيَلُ والخُيَلاءُ إِطْلاقُه صَرِيحٌ بأَنْ يكونَ بالفتحِ ولا قَائِل به ، بل هو بضَمٍّ ففتحٍ ، ورُوِي أَيْضاً بكسرٍ ففتح وذَكَرَ الوَجْهَين الصَّاغانيُّ.
والخَيْلُ والخَيْلَةُ والخالُ والمَخيلَةُ بفتحِ الميمِ كُلّه الكِبْرُ عن تخيل فضيلة تتراءى للإِنْسانِ من نفْسِه. وفي الحدِيثِ : قالَ النبيُّ صلىاللهعليهوسلم ، لأَبِي بَكْرٍ ، رَضِيَ الله تعالَى عنه : إِنَّك لسْتَ تصنعُ ذلِكَ خيلاءِ ضُبِطَ بالوَجْهَيْن.
وقالَ اللّيْثُ : الأَخْيَلُ تَذْكيرُ الخُيَلاء وأَنْشَدَ :
لها بعْدَ إِدْلاجٍ مِراحٌ وأَخْيَلُ (٢)
ورجُلٌ خالٌ وخائِلٌ وخالٍ مَقْلوباً ومُخْثَالٌ وأَخائِلٌ إِطْلاقُه صَرِيحٌ في أَنَّه بفتحِ الهَمْزَةِ ، وليسَ كذلِكَ بل هو بضمِّهَا ، والمعْنَى أَي مُتَكَبِّرٌ ذُو خُيَلاءَ مُعْجَبٌ بنَفْسِه ولا نَظِير لأُخَائِل من الصِّفاتِ إِلَّا رجُلٌ أُدابِرٌ لا يَقْبَلَ قَوْلَ أَحَدٍ ولا يَلْوي على شيءٍ ، وأُباتِرٌ يَبْتُرُ رَحِمَه أَي يَقْطَعُها ، نبَّه عليه الجَوْهَرِيُّ.
وفي التّنزِيلِ العَزيزِ : (إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتالٍ فَخُورٍ) (٣).
وقد تَخَيَّلَ وتَخايَلَ : إِذا تَكَبَّرَ.
والأَخْيَلُ : طائِرٌ مَشْؤُومٌ عنْدَ العَرَبِ ، يقُولُون : أَشْأَم من أَخْيَلٍ ، وهو يَقَعُ على دُبرِ البَعيرِ ، وأُرَاهُم إِنَّما يَتَشَاءَمُون لذلِكَ ؛ قالَ الفَرَزْدقُ :
إِذا قَطَناً بَلَّغْتِنيه ابْنَ مُدْرِكٍ |
|
فلاقَيْتِ من طيرِ العَراقِيبِ أَخْيَلا!(٤) |
ويُرْوَى :
فلُقِّيتِ من طيرِ اليَعاقِيبِ ...
أَو هو الصُّرَدُ الأَخْضَرُ ، أَو هو الشَّاهِين ، أَو هو الشِّقِرَّاقُ قالَهُ الفرَّاءُ.
قالَ السُّكَرِيُّ : سُمِّي به لأَنَّ على جناحِهِ أَلْواناً تُخَالِفُ لَوْنَه ؛ قالَ أَبُو كَبيرٍ الهُذَليُّ :
فاذا طَرَحتَ له الحصاةَ رأَيتَه |
|
ينزُو لوَقْعَتها طُمورَ الأَخْيَلِ(٥) |
وقيلَ : سُمِّيَ به لاخْتِلافِ لَوْنِه بالسَّوادِ والبَياضِ.
وفي العُبَابِ : هو يَنْصرفُ في النّكِرَةِ إِذا سُمِّيت به ،
__________________
(١) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : والذي يقطع الخلأ من الحشيش هكذا في خطه ، وراجع مادة خ ل ي من المتن وتأمل».
(٢) اللسان والتكملة.
(٣) لقمان الآية ١٨.
(٤) ديوانه ط بيروت ٢ / ١٤١ واللسان والتكملة والصحاح والمقاييس ٢ / ٢٣٥.
(٥) ديوان الهذليين ٢ / ٩٢.