والمَجمَلِ : لونه وإِنّما فيها : واحْتُمِلَ غَضِبَ. قالَ ابنُ فارِس (١) : هذا قِياسٌ صحيحٌ لأَنَّهم يقُولون احْتَملَه الغَضَبُ وأَقَلَّه الغَضَبُ وذلِكَ إِذا أَزْعَجَه ، وقالَ ابنُ السِّكِّيت في قَوْلِ الأَعْشَى :
لا أَعْرِفَنَّك إِنْ جَدَّتْ عَدَاوتُنَا |
|
والتُمِسَ النَّصْرُ منكُمْ عَوْض واحْتَمَلُوا(٢) |
إِن الاحتمال الغضب.
وفي التَّهْذِيبِ : يقالُ لمَنْ اسْتَخَفَّه الغَضَبُ قد احْتُمِلَ وأُقِلَّ ؛ وقالَ الأَصْمَعِيُّ غَضِبَ فلانٌ حتى احْتُمِلَ.
والمُحْمِلُ : كمُحْسِنٍ المرْأَةُ يَنْزِلُ لبَنُها من غيرِ حَبَلٍ ، وكذلِكَ من الإِبِلِ كما في المُحْكَمِ وقد أَحْمَلَتْ ، ومِثْلُه في العُبَابِ.
والحَمَلُ : محرَّكةً الخَروفُ ، وفي الصِّحاحِ : البَرْقُ ، أَو هو الجَذَعُ من أَولادِ الضأْنِ فما دونَهُ ، نَقَلَه ابنُ سِيْدَه ؛ وقالَ الرَّاغِبُ : الحَمَلُ : المَحْمُولُ وخصَّ الضأْنَ الصغيرَ بذلِكَ لكونِه مَحْمُولاً لعَجْزِهِ ولقُرْبِه (٣) من حَمْلِ أُمِّه إِيَّاه ، ج حُمْلانٌ بالضمِ ، وعليه اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والصَّاغَانيُّ زَادَ ابنُ سِيْدَه : وأَحْمالٌ ، قالَ : وبه سُمِّيَتِ الأَحْمالُ من بنِي تَمِيم كما سَيَأْتي.
ومن المجَازِ : الحَمَلُ : السَّحابُ الكثيرُ الماءِ كما في المُحْكَمِ ، وفي التَّهْذِيبِ : هو السَّحابُ الأَسْودُ ، وقيلَ : إِنَّه المَطَرُ بنَوْءِ الحَمَلِ ، يقالُ مُطِرْنا بنَوْءِ الحَمَلِ وبنَوْءِ الطَّلِيِّ.
والحَمَلُ : بُرْجٌ في السَّماءِ ، يقالُ : هذا حَمَلٌ طالِعاً تُحْذَفُ منه الأَلفُ واللامُ وأَنْتَ تُرِيدُها وتُبْقي الاسمَ على تَعْرِيفِه ، وكذا جَمِيْع أَسْماءِ البُرُوجِ لكَ أَنْ تُثْبِت فيها الأَلفَ واللامَ ولَكَ أَنْ تَحْذفَها وأَنْتَ تَنْويها ، فتُبْقِي الأَسْماءَ على تَعْريفِها التي كانَتْ عليه. وفي التَّهْذِيبِ : الحَمَلُ أَوَّلُه الشَّرَطانِ وهما قَرْناه ، ثم البُطَين ، ثم الثُّرَيَّا وهي أَلْيَة الحَمَلِ ، هذه النجومُ على هذه الصفَةِ تُسَمَّى حَمَلاً ، وقَوْلُ المُتَنَخَّلُ الهُذَليُّ :
كالسُّحُل البِيضِ جَلا لَوْنَها |
|
سَحُّ نِجاءِ الحَمَل الأَسْوَلِ (٤) |
فُسِّرَ بالسَّحابِ وبالبُروجِ.
وحَمَلٌ ع بالشأمِ كذا في المُحْكَمِ ، وقالَ نَصْرٌ : هو جَبَلٌ يُذْكَرُ مَعَ أَعفر وهُما في أَرْضِ بلْقِين من أَعْمالِ الشامِ ، وأَنْشَدَ الصَّاغَانيُّ لامْرِىءِ القَيْسِ :
تَذَكَّرْتُ أَهْلِي الصَّالِحِينَ وقَدْ أَتَتْ |
|
على حَمَل بنا الرِّكابُ وأَعْفَرَا (٥) |
ورَوَى الأَصْمَعِيُّ :
على حملى خوص الركاب
وحَمَلٌ : جَبَلٌ قُرْبَ مكةَ عندَ الزَّيْمَةِ وسَوْلَةَ ؛ وقالَ نَصْرُ : عندَ نَخْلَة اليَمانِيَّة ، ومِثْلُه في العُبَابِ.
وحَمَلٌ بنُ سَعْدانَةَ (٦) بنِ جَارِيَة بنِ مَعْقل بنِ كَعْبٍ بنِ عُلَيْم العُلَيْميُّ الصَّحابيُّ ، رضياللهعنه ، له وِفَادَةٌ عُقِدَ له لوَاءٌ وشَهِدَ مَعَ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ ، رضياللهعنه ، مشاهِدَه كُلّها وهو القائِلُ :
لَبِّثْ قَلِيلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَلْ |
|
ما أَحْسَنَ المَوْتَ إِذا حَانَ الأَجَلْ (٧) |
كذا في العُبَابِ ، ومثلُه في معجم ابنِ فهدٍ ، وهذا البَيْتُ تَمثَّلَ به سَعْدُ بنُ مَعَاذٍ يَوْمَ الخَنْدقِ. وشَهِدَ حَمَلٌ أَيْضاً صِفِّينَ مَعَ مُعَاوِية ، وفي المُحْكَمِ : إنَّما يعْنِي به حَمَل بن بَدْرٍ.
قلْتُ وفيه نَظَرٌ.
وحَمَلُ بنُ مالِكِ بنِ النَّابِغَةِ بنِ جابِرِ الهُذَلِيُّ ، رَضِيَ الله
__________________
(١) المقاييس ٢ / ١٠٦.
(٢) ديوانه ط بيروت ص ١٤٨ والمقاييس ٢ / ١٠٦ والتكملة برواية : «تحتملُ».
(٣) المفردات : أو لقربه.
(٤) ديوان الهذليين ٢ / ١٠ واللسان والمقاييس ٢ / ١٠٨ والتهذيب.
(٥) في ديوانه ص ٩٧ وروايته مختلفة :
ولا مثل يومٍ في قذاران ظلته |
|
كأني وأصحابي على قرن أعفرا |
وفي معجم البلدان «أعفر» برواية :
تذكرت أهلي الصالحين وقد أتت |
|
على خملى منا الركاب وأعفرا |
وفيه في «حَمَل» كالأصل.
(٦) في التكملة : «سعدان بن حارثة» وفي التبصير ١ / ٢٦٢ «سعدانة».
(٧) الأصل والتكملة والأول في التبصير ١ / ٢٦٢ «يشهد» بدل «يلحق» وفي اللسان برواية :
ضح قليلاً يدرك الهيجا حمل
وبعده : إنما يعني به حمل بن بدر.