النسخِ فَيَرثُونَهُ وهو غَلَطٌ ، وفي العُبَابِ : هو الذي يُحْمَلُ من بلدِهِ صغيراً ولم يُولَد في الإِسْلامِ.
والحَمِيلُ : من الثُّمامِ والوَشيجِ والضعةِ والطَّريفَةِ : الذابِلُ (١) ، وفي المُحْكَمِ : الدويلُ ، الأسْوَدُ منه.
والمَحْمِلُ كمَجْلِسٍ ، وضُبِطَ في نسخِ المُحْكَمِ : كمِنْبَرٍ وعَلَيه علامَةُ الصحةِ ، شِقَّانِ على البعيرِ يُحْمَلُ فيهما العَديلانِ ج مَحامِلُ وأَوَّلُ من اتَّخَذَها الحجاجُ بنُ يُوسُفَ الثَّقَفيُّ وفيه يقُولُ الشاعِرُ :
أول من (٢) اتَّخَذَ المَحَامِلا |
|
أَخْزاه رَبِّي عاجِلاً وآجِلاً |
كذا في المعارفِ لابنِ قتَيْبَةَ. وإلى بَيْعها نُسِبَ الإمامُ المحدِّثُ أَبو الحسنِ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ أَبي عُبَيْد القاسِم بن إسْمعيل بن محمدِ بنِ إسْمعيلَ بن سَعِيدٍ بنِ أَبَان الضَّبِّيّ المَحامِلِيُّ وُلِدَ سَنَة ٣٦٨ ، تَفَقَّه على أَبي حامِدٍ الأَسْفرَايني وجَده أَبُو الحسنِ أحمد سمع من أَبيهِ ، وعنه ابْنُه الحُسَيْنُ وابنُ صاعِدٍ وابنُ منِيْعٍ ، مَاتَ سَنَة ٣٣٤ ، وأَبُو عَبْدِ الله الحُسَيْنُ بنُ إسْمعيل حدَّثَ ، وهم بَيْتُ عِلْمٍ ورِياسَةٍ مَاتَ أَبُو الحَسَنِ هذا في سَنَةِ ٤١٥ ، ومنهم القاضِي أَبُو عَبْدِ الله الحُسَيْن بنُ إِسْمعيل بنِ محمدٍ رَوَى عن البُخَارِيِّ ، وكان يَحْضِرُ مَجْلِسَ إمْلائِه عَشَرَةُ آلافِ رَجُلٍ قَضَى بالكُوفَةِ سِتِّين سَنَةً ومَاتَ سَنَة (٣) ٣٨٠ ، وولدُهُ محمدٌ ويحيى حَفيدُه وأَخوهُ أَبُو القاسِمِ الحُسَيْنُ.
والمَحْمِلُ أَيْضاً ضُبِطَ في المُحْكَمِ كمِنْبَرٍ وصحح عَلَيه الزِّنْبِيلُ الذي يُحْمَلُ فيه العِنَبُ الى الجَرينِ كالحامِلَةِ.
والمِحْمَلُ : كمِنْبَرٍ عِلاقَةُ السَّيْفِ وهو السَّيْرُ الذي يُقَلَّدُه المُتَقَلِّدُ ، قالَ امرُؤُ القَيْسِ :
فَفَاضَتْ دُمُوعُ العينِ من صَبَابَةُ |
|
على النَّحْرِ حتى بَلّ دَمْعِيَ مِحْمَلِي(٤) |
كالحَمِيلَةِ ، وهذه عن ابنِ دُرَيْدٍ (٥). والحِمَالَةِ بالكسرِ ، وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : الحِمالَةُ للقَوْسِ بمنْزلَتِها للسَّيْفِ يُلْقيها المُتَنَكِّبُ في مَنْكِبِه الأَيْمنِ ويُخْرجُ يدَه اليُسْرَى منها فيكونُ القَوْسُ في ظَهْرِه ؛ قالَ الخَلِيلُ : جَمْعُ حَمِيلَةٍ حَمَائِلُ ، زَادَ الأَزْهَرِيُّ : وجَمْعُ مِحْمَل مَحَامِلُ ؛ وقالَ الأَصْمَعِيُّ : لا واحِد لحَمَائِل من لَفْظِها وإنَّما واحِدُها مِحْمَلٌ.
والمِحْمَلُ أَيْضاً : عِرْقُ الشَّجرِ على التَّشْبِيهِ بعِلاقَةِ السَّيْفِ هكذا سَمَّاهُ ذُو الرُّمَّةِ في قَوْلِه :
تَوَخَّاه بالأَظلافِ حتى كأَنَّما |
|
يُثِيرُ الكُبَابَ الجَعْدَ عن متَنِ مِحْمَلِ(٦) |
والحَمولَةُ من الإِبِلِ التي تَحْمِلُ ، وكذلِكَ كلُّ ما احْتَمَلَ عليه القومُ ، وفي المُحْكَمِ : الحَيُّ ، من بعيرٍ وحِمارٍ ونحوِه ، وفي المُحْكمِ : من بعيرٍ أو حِمارٍ أَو غيرِ ذلِكَ ، كانَتْ عليه ، وفي المُحْكَمِ : عَلَيها ، أَثْقالٌ أو لم تكنْ ؛ قالَ الله تعالَى : (وَمِنَ الْأَنْعامِ حَمُولَةً وَفَرْشاً) (٧) ، يكونُ ذلِكَ للواحِدِ فما فَوْقه ، وفَعُولٌ تدْخلُه الهاء اذا كان بمعْنَى مَفْعولٍ بها. وقالَ الرَّاغِبُ : الحَمُولَةُ (٨) لِمَا يُحْمَلُ عَلَيه كالقَتُوبَةِ والرَّكُوبَةِ ؛ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : الحَمُولَةُ ما أَطَاقَتِ الحَمْلَ.
والحَمُولَةُ أَيْضاً الأَحْمالُ بعَيْنِها ، وظاهِرُه أَنَّه بالفتحِ ، وضَبَطَه الصَّاغَانيُّ والجَوْهَرِيُّ بالضمِ ، ومِثْلُه في المُحْكَمِ ونصُّه الأَحْمالُ بأَعْيانِها.
والحُمولُ بالضمِ الهَوادِجُ كانَ فيها النِّساءُ أَو لم يكنْ ، كما في المُحْكَمِ ، أَو الإِبِلُ التي عليها الهَوَادِجُ كانَ فيها النِّساءُ أَمْ لا كما في الصِّحاحِ والعُبَابِ ، قالَ ابنُ سِيْدَه : الواحِدُ حِمْلٌ بالكسرِ ، زَادَ غيرُه : ويُفْتَحُ ، قالَ ابنُ سِيْدَه : ولا يقالُ حُمُولٌ من الإِبِلِ إلَّا لِمَا عَلَيها الهَوادِجُ ، قالَ : والحُمُولُ والحُمُولَةُ التي عَلَيها الأَثْقال خاصَّةً ، وفي التَّهْذِيبِ : فأَمَّا الحُمُرُ والبغالُ فلا تَدْخلُ في الحَمُولَةِ.
وأَحْمَلَهُ الحِمْلَ أَعانَهُ عليه وحَمَلَهُ فَعَلَ ذلِكَ به ، كما في المُحْكَمِ والعُبَابِ ، وفي التَّهْذِيبِ ويَجِىءُ من انْقُطِعَ به في
__________________
الأسود وبطنُ المسيلِ وهو لا يُنْبِتُ والمَنبوذُ يَحمِلَهُ قومٌ فيُرَبُّونَه والمَحْمِلُ ...
(١) في القاموس : الدابل بالدال المهملة.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله : اتخذ ، يقرأ بقطع الهمزة للضرورة».
(٣) قيد وفاته في اللباب بالأحرف سنة ثلاثين وثلاثمئة.
(٤) ديوانه ط بيروت ص ٣٢ من معلقته ، وعجزه في اللسان ، وجزء منه في المقاييس ٢ / ١٠٧.
(٥) انظر الجمهرة ٢ / ١٨٩.
(٦) ديوانه ص ٥٠٥ واللسان وعجزه في التكملة والصحاح.
(٧) سورة الانعام الآية ١٤٢.
(٨) الذي في المفردات : «المحمولة» وجاء فيه : والحمولة لما يُحملُ.