قالَ : وحَوْلَقٌ أَيْضاً : اسمُ رَجُلٍ.
قالَ : ومَثَلٌ للَعَربِ : «لأُمِّكَ الحُلْقُ» بالضَّمِّ وهو الثُّكْلُ كما يَقُولُونَ : لعَيْنَيْكَ العُبْرُ ؛ وفي الأَساس أَي : حَلْقُ الرَّأْسِ.
والحِلْقُ بالكَسْرِ : خاتَمُ المُلْكِ الذي يَكُونُ في يَدِه ، عن ابْنِ الأَعرابِيِّ ، وأَنشدَ :
وأُعْطِيَ مِنّا الحِلْقَ أَبْيَضُ ماجِدٌ |
|
رَدِيفُ مُلوكٍ ما تَغِبُّ نَوافِلُهْ |
وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ لجَرِيرٍ :
ففازَ بحِلْقِ المُنْذِرِ بنِ مُحَرِّقٍ |
|
فتىً منهُمُ رَخْوُ النِّجادِ كَرِيمُ |
أَو الحِلْقُ : خاتَمٌ من فِضَّةٍ بلا فَصٍّ نَقَلَه ابنُ سِيدَه.
والحِلْقُ : المالُ الكَثِيرُ يُقال : جاءَ فُلانٌ بالحِلْقِ والإِحْرافِ لأَنَّه يَحْلِقُ النَّباتَ ، كما يَحْلِقُ الشَّعَرَ وهو مَجازٌ.
والمِحْلَقُ كمِنْبَرٍ : المُوسَى لأَنّه آلةُ الحَلْقِ.
ومن المَجازِ : المِحْلَقُ : الخَشِن من الأَكْسِيَةِ جِدًّا ، كأَنّه لخُشُونَتِه يَحْلِقُ الشَّعَر وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِز ، وهو عُمارَةُ بنُ طارِقٍ ، يَصِفُ إِبِلاً تَرِدُ الماءَ فتَشْرَبُ :
يَنْفُضْنَ بالمَشافِرِ الهَدالِقِ |
|
نَفْضَكَ بالمَحاشِىءِ المَحالِقِ(١) |
ومن المَجازِ : «سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِ» كقَطامِ وعليه اقْتَصَر الجَوْهَرِيُّ ، وبُنِيَتْ على الكَسْرِ لأَنَّهَ حَصَلَ فيها العَدْلُ والتَّأْنِيثُ والصِّفَةُ الغالِبَةُ ، وهي مَعْدُولَةٌ عن حالِقَةٍ وجَوَّزَ ابنُ عَبّادِ حَلاقٍ بالتَّنوينِ ، مِثْل سَحابٍ ووَقَعَ في التَّكْمِلَة مثل كِتابٍ أَي : المَنِيَّة الحالِقَةُ ، أَيْ : القاشِرَةُ ، وأَنشدَ الجَوْهَرِيُّ :
لَحِقَتْ حَلاقِ بِهِم عَلَى أَكْسائِهِم |
|
ضَرْبَ الرِّقابِ ولا يُهِمُّ المَغْنَمُ |
قالَ ابنُ بَرِّيّ : البَيْتُ للأَخْزَمِ بنِ قارِبٍ الطّائِيِّ ، وقِيلَ : هو للمُقْعَدِ بنِ عَمْرو ، وعليه اقتَصَر الصّاغانِيُّ ، وأَنشَدَ ابن سِيدَه لمُهَلْهِلٍ :
ما أُرَجِّي بالعَيْشِ بعدَ نَدامَى |
|
قَدْ أُراهُم سُقُوا بكَأْسِ حَلاقِ(٢) |
وحُلاقَةُ المِعْزَى ، بالضَّمِّ : ما حُلِقَ من شَعَرِه نَقَله الجَوْهَرِيُّ.
قالَ : والحُلاقُ كغراب : وَجَعُ الحَلْقِ.
وفي المُحْكَم : الحُلاقُ : أَن لا تَشْبَعَ الأَتانُ من السِّفادِ ، ولا تَعْلَقَ على ذلِكَ أَي : مَعَ ذلك وكذَا المَرْأَةُ قالَ ابنُ سِيدَه : الحُلاقُ : صِفَةُ سَوْءٍ ، كأَنَّ مَتاعَ الإِنسانِ يَفْسُدُ ، فتعُودُ حَرارَتُه إِلى هُنَالِكَ وقد اسْتَحْلَقَت الأَتانُ والمَرْأَةُ.
والحُلْقانُ بالضَّمِّ ، والمُحَلْقِنُ نَقَلَهما الجَوْهَرِيُّ والمُحَلِّقُ كمُحَدِّثِ ، وهذِه عن أَبي حَنِيفَةَ : البُسْرُ قد بَلَغَ الإِرْطابُ ثُلُثَيْهِ وإِذا بَدَا من قِبَلِ ذَنَبِه فتُذْنُوبٌ ، وإِذا بَلَغَ نِصْفَه فهو مُجَزَّعٌ ، وفي حَدِيثِ بَكّارٍ : «أَنَّه صلىاللهعليهوسلم مَرَّ عَلَى قَوْمٍ وَهُمْ يَأْكُلونَ رُطَباً حُلْقانِيًّا ، وثَعْداً ، وهم يَضْحَكُون ، فقال : لو عَلِمْتُم ما أَعْلَمُ لضَحِكْتُم قَلِيلاً ، ولبَكَيْتُم كَثِيراً» الواحِدَةُ بهاءٍ قالَ ابنُ سِيدَه : بُسْرَةٌ حُلْقانَةٌ : بَلَغَ الإِرْطابُ حَلْقَها ، وقِيلَ : هي التي بَلَغَ الإِرْطابُ حَلْقَها قَرِيباً من الثُّفْرُوق من أَسْفَلِها.
وقالَ أَبُو حَنِيفَةَ : قَدْ حَلَّقَ البُسْرُ تَحْلِيقاً وهي الحَوالِيقُ ، بثَباتِ الياءِ ، قالَ ابنُ سِيدَه : وهذا البناءُ عِنْدِي على النَّسَبِ ؛ إِذْ لو كانَ على الفِعْلِ لقالَ : مَحالِيقُ ، وأَيضاً فإِنِّي لا أَدْرِي ما وَجْهُ ثَباتِ الياءِ في حَوالِيقَ.
وفي الحَدِيثِ : «قالَ صلىاللهعليهوسلم لصَفِيَّةَ بنتِ حُيَيِّ حِينَ قِيَلَ له يَوْمَ النَّفْرِ : إِنَّها نَفِسَتْ ، أَو حاضَتْ فقالَ : «عَقْراً حَلْقاً ما أُراها إِلا حابِسَتَنَا» قالَ الأَزْهَرِيُّ : عَقْراً حَلْقاً بالتَّنْوِينِ علَى أَنَّه مصدَرُ فِعْلٍ مَتْرُوكِ اللَّفْظِ ، تقديرُه : عَقَرَها اللهُ عَقْراً ، وحَلَقَها اللهُ حَلْقاً (٣) وتَرْكهُ قَلِيلٌ بل غيرُ مَعْرُوفٍ في اللُّغَةِ أَو هو من لَحْنِ المُحَدِّثِينَ وفي التَّهْذِيب : وأَصحابُ الحَدِيثِ يَقُولُونَ : عَقْرَى حَلْقَى ، بوَزْنِ غَضْبى ، حيث هو جارٍ عَلَى المُؤَنَّثِ والمَعْرُوفُ فى اللُّغَةِ التَّنْوِينُ ، ومَعْنَى هذا أَنَّه دَعَى
__________________
(١) الهدالق جمع هدلق المسترخية ، والمحاشىء جمع محشأ وهي أكسية خشنة تحلق الجسد.
(٢) الأساس برواية : بعد أناسٍ.
(٣) أي أصابها الله بوجع في حلقها كما يقال رَأَسَه إذا أصاب رأسه.